قال سيمون سكيرا، مؤسس جمعية الصداقة الإسرائيلية-المغربية، إنه التقى إلياس العماري تراجع عن المقترح الذي طلب من حزبه التقدم به للبرلمان، للمطالبة بنزع الجنسية عن المغربية عن اليهود المغاربة القاطنين بالقدس والمستوطنات.
الناشط الإسرائيلي من أصل مغربي، يكشف في هذا الحوار مع موقع فبراير، عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه، في العاصمة الفرنسية باريس، بالأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري.
فبراير: ما موضوع لقائك بإلياس العماري؟
الموضوع الرئيسي للقاء بيني وبين إلياس العماري، كان حول قراره التقدم بمقترح لنزع الجنسية المغربية عن اليهود المغاربة المقيمين بالأراضي الفلسطينية والقدس.
أعتقد أنه حان الوقت، كي يقوم مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وكل من له علاقة بالموضوع في المغرب بالاعتراف بأن هناك أزيد من 800 ألف مغربي في إسرائيل، وأنا لا أنظر للأمر بمنظور سلبي، فهؤلاء يمكن الاستفادة منهم.
فبراير: هل وعدك العماري بأنه سيتراجع عن مقترحه بنزع الجنسية عن اليهود المغاربة في إسرائيل؟
العماري قال لي إن المقترح الذي تقدم به لنزع الجنسية عن اليهود المغاربة الذي يسكنون في القدس والمستوطنات، هو مقترح جاء في سياق المجاملة لا غير. حيث أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، كان قد استقبله حزب العدالة والتنمية في المغرب، والتقيته أنا أيضاً، ففكرتُ في شيء يمكن قوله له، فجاءتني فكرة نزع الجنسية هذا كل ما في الأمر.
إلياس العماري يعتقد أن هذا المقترح، سيعجب خالد مشعل، لأن اليهود المغاربة حت وإن خرجوا من القدس والمستوطنات حفاظاً على جنسيتهم المغربية، فإنهم سيبقون في إسرائيل، بينما مشروع خالد مشعل وحركة حماس قائم على طرد جميع اليهود خارج الأراضي، ولا يريدون سوى الحرب، لا يهمهم السلام.
اللقاء مع إلياس العماري، كان جد إيجابي، ووجه لي دعوة لزيارة جهة طنجة الحسيمة تطوان التي يترأسها، وسيتقبلني رفقة مجموعة من المستثمرين الذي سأجلبهم إلى الجهة من أجل فعل معروف للمغرب.
فبراير: هل هم مستثمرون إسرائيليون؟
(يضحك) أنا سأبدأ بجلب مستثمرين مسلمين أولاً، فأنا لن أختار الأشخاص بناءً على معتقداتهم ولكن حسب ما يمكنهم تقديمه للمغرب.
سيكون هناك مستثمرون مسلمون، وأوروبيون وإسرائيليون، وكل من يريد أن يذهب للمغرب للاستثمار مرحباً به.
فبراير: ما الذي يمكن أن يحدث في نظرك لو قرر المغرب بالفعل نزع الجنسية عن اليهود المقيمين في القد والمستوطنات؟
أنا مؤرخ، وهناك حدث تاريخي واحد عالق في ذهني، فالحسن الثاني رحمه الله استقبل رئيس الحكومة المصرية آنذاك، حسن التهامي، وموشي ديان وزير الخارجية الإسرائيلي، وجمعهما على طاولة واحدة للحوار، ومن هنا بدأت قصة السلام بين إسرائيل ومصر، ومنذ ذلك الحين لم تحدث مناوشات على الحدود بينهما. وهذا تاريخ كبير.
إن الصورة التي يعرفها العالم عن المغرب، انه بلد السلام والتعايش، لكن لو أخذ بالاقتراح الذي تقدم به إلياس العاري بنزع الجنسية عن اليهود المغاربة في إسرائيل، فإن صورة المغرب ستتضرر كثيراً ولن يبقى بلداً للسلام. وللتذكير هنا فإن الجنسية المغربية تبقى معك أينما ذهبت ولا يمنحها لك أحد، بل تبقى دائما مغربيا بالجذور حتى إن لم تولد في المغرب ولم تعش فيه.
أنا خرجت من المغرب عندما كان عمري 15 سنة وبقي والداي هناك، والتحقت بإسرائيل سنة 1967 في عز حرب الأيام الست، فأين كانت الأحزاب المغربية في ذلك الحين، لتحتضنني ولا تتركني أذهب، وكانت إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي قبلت عليّ بجواز سفر إسرائيلي، ومنذ ذلك الحين وأنا سفير للمغرب أينما ذهبت.
فبراير: وصف شلومو بن عمي، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، في حوار مع مجلة فرنسية بأن ما قام به العماري انتهازية سياسية .. ما تعليقك؟
شلومو هو أول انتهازي في إسرائيل والسياسة الإسرائيلية مليئة بالانتهازية. وشلومو لم ينجح في أي شيء، وأنا اشتغلت 25 سنة كأستاذ في مدارس إسرائيلية في مدن يسكنها اليهود المغاربة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة. في القوت الذي كان هو يتسلق ولم ينفع اليهود المغاربة بشيء.
أقول للأحزاب المغربية أن يشتغلوا على السلام، ويضعوا أيديهم في أيدي اليهود المغاربة الذين يبحثون للسلام، وأنا قمت بتأسيس مغربية الصداقة المغربية الإسرائيلية، منذ سنة 1996، حتى تكون هناك علاقات بين الأجيال.
