الرئيسية / أقلام الحقيقة / ارفعي رأسك أيتها الصحافية

ارفعي رأسك أيتها الصحافية

مرية مكريم
أقلام الحقيقة اعمدة
مـــــريــــة مــــكريـــم 22 مارس 2018 - 23:24
A+ / A-

ارفعي راسك.. لا تسقطي في مارس…. لا تسقطي في زمن الانتكاسات.. تماسكي.. أعرف حساسيتك اتجاه شهر مارس تحديدا.. لا تستسلمي للموت، كما فعلت زميلتك مليكة ملاك ليلة ثامن مارس 2016.

الصحافية فاطمة لوكيلي ومستشار الملك مزيان بلفقيه
الصحافية فاطمة لوكيلي ومستشار الملك مزيان بلفقيه

تناقل الفايسبوكيون صورك منذ أيام وهم ينشرون تارة اشاعة « موتك »، وتارات أخرى نبأ تدهور حالتك الصحية.. أعرف أنك مريضة، أشعر بوجعك والمرض الصامت يستفرد بك.. فاهزميه في زمن الاشاعات.. لا تنهزمي في مارس الذي جعل منه الفكر الذكوري المهيمن في بلادي مناسبة لتمريغ سمعة صحافيات ومن خلالهن، سمعة كل النساء الحالمات بالحرية، في وحل ثقافة الاستعباد والحريم وسوق النخاسة.. لا تستسلمي في زمن يستعرض فيه مرضى النفوس دروسهم وخطبهم العصماء، ويرمي الغارقون في الخطايا الحصى والحجر وقد نصبوا المجانيق، أمام مكاتب مجموعة من الصحافيات!

لوكيلي وبوسلامتي وصواف
لوكيلي وبوسلامتي وصواف

اعرف أنك مرهفة الحس كما كنت والمصاب جلل، فلا تٌهزمي في مارس تحديدا، الذي اختير لتصفية الحساب مع الصحافية كفريسة، واذا بها « تذبح » في ثامن مارس وباسم ثامن مارس، ولم يكتف الفكر الذكوري بذلك، فاجبر ايقونة من ايقونات المعرفة، الاستاذة اسماء لمرابط، على تقديم استقالتها من رابطة العلماء.

من أين سأبدأ وأنا أحثك على المقاومة.. هل أذكرك بتمردك داخل الأسرة، وقوتك، أم بجراتك وصراعك ضد البيروقراطية؟

فاطمة لوكيلي في مقر دوزيم
فاطمة لوكيلي في مقر دوزيم

عانيت من الغياب المبكر لوالدك، الذي فقدته وعمرك لا يربو عن الاربع سنوات. توقفت مطولا عند جملتك التي صرحت بها عن البدايات: » في مرحلة معينة، وبحكم المسافة، أصبحت في حاجة للاعتراف بي.. واليوم، حينما أحاول تحليل شخصيتي وتصرفاتي، أفطن إلى أن الكثير من الأشياء التي قمت بها، كانت بدافع أن أثبت لأمي أنني موجودة »

عدت إلى بورتريه يحمل توقيع زميلتنا فاطمة بوترخة، وقد صدر في كتاب باللغة الفرنسية، طبعته دار الفنك سنة 93.

فاطمة لوكيلي
فاطمة لوكيلي

رحت أقلب والزميلة بوترخة صورك في البومها. كم أنت استثنائية.

كنت مقتنعة، وهذا حال كل من تابع مسارك، أنك كسرت واحدا من أهم وابرز الطابوهات في التلفزيون المغربي، وأنت تلحين على استضافة أبرز وجوه النخبة السياسية المعارضة والمجتمع المدني، وأنت ترددين أنها ما عادت ذلك الغول السياسي أو البعبع الذي أريد له أن يتوراى إلى الخلف، وكما قلت دائما، يمكن استضافتهم للتلفزة للتعبير عن مواقفهم، وكنت دائما مقتنعة أنهم لن يتسببوا في ثورة، ولن يغيروا العالم، ولكن يمكنهم ان يساهموا في تغيير العقليات.

لوكيلي وبوطرخة ولبريني
لوكيلي وبوطرخة ولبريني

برز اسمك في زمن بدأت فيه التلفزة تتحرك، وتألقت في برامج سياسية، كان لها لها وزنها في القناة الأولى كما في القناة الثانية.

هل اذكرك بالمحن… هل أذكر جيل الصحافيات والصحافيين الذين لم يعرفوك، أنك طردت في اكتوبر 93 من القناة الثانية، دونما تعويض ودون أي اشعار، كما رويت في حوار لزميلتي فاطمة بوترخة، تقولين بهذا الصدد: » لم أفهم لماذا طردت سنة 93 من دوزيم دون تعويض ودونما اشعار.. لقد ظل شيئا غير مفهوم.. بعد المسافة الزمنية، أفضل أن لا أصدر أي حكم.. كل ما أذكره أنه في الشهور الأخيرة لمغادرتي القناة، ظل المسؤولون يفتعلون شنآنا معي ومع ضيوفي، من اجل كلمة او من دونها، بسبب انتقاذات واحيانا مشاداة، تحت مبررات واهية، ليس لها أي سند مهني أو قانوني
ليس لديهم ما يلومنني عليه مهنيا… في الاخير منعوا علي التواصل المباشر مع ضيوفي.. كان علي أن املأ عدة وثائق لكي اقدم ضيوفي، وأن أنتظر الجواب، وكنت انتظر هل سيقبل هذا الضيف ام لا، مع العلم أن المعلومة لا تنتظر، واستمر الضغط.. لو ترك المسؤولون ابوابهم مفتوحة، كنا سنجد حلا مناسبا للمشاكل، لكن هيهات.. وقد بلغ سوء الفهم مداه، بعد تصريحي في استجواب لجريدة عن بنية الاخبار المتلفزة، بالنسبة لي كان نقدا مهنيا وبناء « قلتها واعيدها… هذه قناعتني، التلفزة تكوّن شعبا وتعطي لونا لبلد، في زمن كل شيء ينبني على المعلومة ونوعيتها وجودتها ومهنيتها… »

لوكيلي في لقاء بمدينة الدار البيضاء
لوكيلي في لقاء بمدينة الدار البيضاء

لكن، مثل دوزيم والقناة الاولى، لم تشفع لك لا شعبيتك ولا نوعية البرامج التي انجزت، ومرة أخرى وقعت القطيعة

سيذكر التاريخ أنك أسست لنوع من البرامج السياسية، من ابرزها، ضيف خاص » و « رجل الساعة »، وأنك نشطت مائدة مستديرة حول القضية الفلسطينية، وكان أحد أبرز ضيوفك الرئيسيين، حينها ياسر عرفات.

قلت يومها وانت تغادرين القناة الأولى: « يأتي وقت لا يقبلونني بالمرة.. أعتقد أنني اذهب أبعد مما يطالبوني به »
كنت واعية أنني اشتغل في تلفزة عمومية، لكنني كنت مقتنعة، أنه يمكننا أن نقول كل شيء، لكن الطريقة هي التي تجعل الخبر ذو مصداقية أم لا

قرأت وزميلتي فاطمة أكثر من مرة تصريحك الدال: » لقد غادرت حينما فهمت أنني أزعج »

فاطمة لوكيلي
فاطمة لوكيلي

ابتعدت عن الاعلام وظلت حرقة السؤال ودمعته تغلي بدواخلك. تقولين: » أنا اموت لان اشياء تقع في البلد، ولا استطيع فعل أي شيء.. قلبي ينفطر كل مرة أرى فيها تصورات برامج تتخد شكلا مختلفا عن ذلك الذي وضعته في القناة الثانية »

حلمت ببنية تسهر بضمير على تنفيذ القرارات والقوانين التي تسير الحياة السياسية والسوسيو اقتصادية للبلاد، لكي نؤسس لبلد لا شيء يعلو فيه على القانون، ولديمقراطية حقيقية يمكن من خلالها أن تؤسس لاقلاع اقتصادي حقيقي

انتقلت قضية طردك إلى المحكمة وربحت القضية وطالبت بالعودة إلى الشاشة، وكلك تفاؤل حينها: « أنا متفائلة لأنني أصدق الخطاب حول حقوق الانسان، ولأن مؤشرات التطور موجودة..»

لا أعرف إن حافظت على نفس التفاؤل بعد مرور الأيام والشهور والسنوات، لكن يحق لك أن ترفعي رأسك وأن تفتخري بمسارك وبابنتك « يارا » من زوجك الأول الشاعر العماني زاهر الغافري، مفخرتك وجزء من نجاحك.

فاطمة لوكيلي على الهاتف
فاطمة لوكيلي

لا تتركيننا في مارس، في شهر شعرنا فيه بالعزلة والقهر والتحامل الذكوري على المرأة عموما والصحافية خصوصا !

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة