استأنفت أطوار أطوار محاكمة معتقلي حراك الريف، الـ54 إلى جانب الصحفي حميد المهداوي ، مدير موقع بديل المتوقف عن الصدور، حيث تم الاستماع لـ”دينامو” حراك الريف، نبيل أحمجيق، في مرحلة الاستنطاق التفصيلي.
وبعيدا عن مناقشة التهم الموجهة للمعتقل في أول جلسة له للاستماع من طرف القاضي علي الطرشي رئيس الجلسة، ألح المعتقل أحمجيق على أن يقوم بتقديم لما هو موجه إليه من التهم، من قبل النيابة العامة، والتي اعتبرها أحمجيق كلها باطلة، وأن الوثائق عبارة عن “كلام فارغ وليس لها مصداقية أو مشروعية”، واسترسل في شرح حيثيات خروج الاحتجاجات في الريف، وأوضح أن المطالب التي خرج من أجلها الناس هنالك، هي مطالب اجتماعية واقتصادية وثقافية، وأن خطاب الحراك تبناه ملك البلاد وكشف عن مدى الخلل الذي تعيش فيه مؤسسات الدولة.
وقد استشهد أحمجيق خلال محاكمته بمجموعة من المثقفين منهم المنجرة الذي أورد مقولته حينما تحدث عن الاحتجاجات التي عرفتها الحسيمة والنواحي، وأسبابها، بحيث اقتبس منه قائلا “الاحتجاجات هي ثورة على الذل والإهانة، وليس من فراغ، أو من تآمر، وإنما من وضع متردي وواقع يملأه اليأس ومستقبل ينتظر التغيير”، مضيفا “نحن لم نخرج لنضع النظام في مأزق، وإنما خرجنا لنكشف مكامن الخلل في السياسات العمومية، ونكشف أن هناك أزمة اجتماعية واقتصادية لشعبنا، وانظر كيف كان مصيرنا”.
كما عاد “دينامو” حراك الريف إلى واقعة موت محسن فكري، لكونها على حد تعبير هي السبب الرئيسي في الاحتجاجات مضيفا “إن تاريخ البشرية لم يشهد موتا مثل موت محسن فكري، الذي تم “طحنه” في حاوية أزبال، واصفا الأمر بأنه قاس وصعب جدا، وأن والداه لا زالا إلى اليوم يعانيان من هول الصدمة.
وأضاف أحمجيق في سرد الأحداث والتعقيب عليها موضحا أن الجميع وقفوا مصدومين لما وقع، لأن هناك خطأ مهنيا، وجريمة شنعاء، ورؤية شعواء، وأن هناك من لا يأبه بهموم المواطنين، مضيفا أن فكري طالب وترجى المسؤولين أن يتم منح السمك لدور خيرية، أو مستشفيات أو سجون، متمنيا العدول عن إتلاف أسماك بقيمة ملايين السنتيمات أمام ناظريه، غير أن أحد المسؤولين ما كان له إلا أن تلفظ بعبارة “طحن مو”.
وإلى ذلك، أمر القاضي علي الطرشي برفع الجلسة، محددا يوم غد الجمعة لمواصلة جلسات الاستماع إلى المتهم 54 والأخير من المتابعين على خلفية حراك الريف.
