الرئيسية / ثقافة و فن / زواج فني بين أغاني جبلية من البلقان والأطلس المتوسط في فاس

زواج فني بين أغاني جبلية من البلقان والأطلس المتوسط في فاس

ثقافة و فن
فبراير.كوم 20 يونيو 2019 - 11:25
A+ / A-

وثقت دار عديل بقلب المدينة العتيقة للعاصمة العلمية للمملكة ، أمس الأربعاء ، لزواج فني غير مسبوق بين أغاني جبلية من البلقان والأطلس المتوسط، في أحد أبرز أماسي النسخة الـ25 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة.

وشهد على هذا الزواج الفني جمهور غالبيتهم من الأجانب، ضاقت بهم جنبات دار عديل الأثرية ذات الطابع المغربي الأندلسي، استمتع بأهازيج من عمق جبال البلقان ومن جبال الأطلس، أديت من دون مكبرات للصوت. وكانت البداية مع الرباعي النسوي لمجموعة تقودها سفيتلانا سباجيك من صربيا، الذي أتحف الحضور بمقطوعة من دون آلات موسيقية وبالاعتماد على قوة الصوت وطول النفس وبزي تقليدي يقارب ذلك الذي ترتديه فنانات الأطلس المتوسط.

وعبرت سباجيك عن سعادتها بحضور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، وعن شكرها للمنظمين الذين اتاحوا الفرصة لهذا الرباعي النسوي للتعريف باللون الفني اللواتي يقدمنه كإحدى ذخائر الأغاني التقليدية ليوغوسلافيا السابقة.

وتعاقب على المنصة الشريفة كيرسيت التي أبدعت بصوتها القوي في أداء مقطوعات من الأطلس المتوسط بمعية عازف على آلة الاوتار وثلاثة آخرين من ضباط الإيقاع (البندير)، صفق لها الجمهور طويلا، قبل أن تتحد المجموعتان في أداء مشترك لأهازيج من المنطقتين قربت المسافة الجغرافية بينهما.

وقد رددت الفنانتان سباجيك والشريفة مواويل جبلية بكل خصوصياتها ورددتا أهازيج جماعية على إيقاعات أطلسية مغربية رعوية جبلية صربية وأمازيغية، في لقاء غير مسبوق، وفق المنظمين.

وتعتبر سفيتلانا سباجيك ، اليوم ، رمزا للتجديد في الأغنية التقليدية الصربية، بحيث تستند خبرتها على بحث صارم يسعى إلى تجميع موسيقى السلالات أدى بها إلى إتقان الفواصل الصغرى التي تميز الأغنية الصربية المؤداة بدون آلات موسيقية، والمستوحاة من قلب الجبال والقرى الصربية والبوسنية والكرواتية.

وتكتنز هذه الجبال ربرتوارا شفويا تتقاطع فيه موسيقية صربية تقليدية تتغنى بشجرة التفاح الأخضر التي تجثم على أغصانها الصقور، والزهرة التي تعبر عن قلق العشاق، وشفاء الطاووس وانهيار الجليد الذي يودي بحياة رعاة الجبل، والصنوبر الذي انبثق من جذوره الغارقة في الماء المجمد نهر الدانوب.

وهي الخصائص ذاتها التي توجد بقلب جبال الأطلس برعت الفنانة الشريفة في التغني بها والحفاظ عليها منذ كانت فلاحة صغيرة في الجبل احتضنها الفنان الراحل محمد رويشة حيث ظلت لمدة طويلة مرددة في فرقته.

الشريفة اشتهرت من خلال “تماوايت” الذي هو تراث شفوي تم تناقله من جيل لآخر، تنشد فيه ، برفقة الاوتار ، كلمات شعراء القرية التي تجمع بين الفرح والمعاناة في تجسيد حقيقي للموسيقى الأمازيغية. وقد افتتحت ، مساء الجمعة الماضية، الدورة الـ25 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة (14 – 22 يونيو)، الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع “فاس، في ملتقى الثقافات”.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة