عتبر كتاب “محمد السادس أو الملكية المتبصرة”، الذي أصدرته مؤخرا دار النشر سيرف في فرنسا ، تأملا في فن السياسة والعلاقة بين التقاليد والتقدم.
ويعرض الكتاب الذي ألفه الأستاذ الجامعي شارلز سان برو، مسير مرصد الدراسات الجيو سياسية بباريس والخبير الكبير في المغرب بمعية زينة الطيبي الدكتورة في القانون العام و مؤلفة العديد من الأعمال حول الفرنكوفونية و المجتمعات العربية-الإسلامية،و الذي يقع في 344 صفحة، كيف مكنت رؤية الملك من إحداث تحول في المغرب والانفتاح على العالم مع الحفاظ على الهوية الوطنية.
ويؤكد مؤلفا الكتاب، أنه لا ينبغي للقارئ أن يتوقع إصدارا عبارة عن حكي و لكن يتعلق الأمر بوجهة نظر حول رؤية رجل الدولة لبلده و عمل الملك، مبرزين بأن الاصدار هو تأمل في السلطة المبدعة، فن السياسة والعلاقة بين التقاليد والتقدم.
ويرى المؤلفان أنه أمام التحديات المتعددة للعالم المعاصر و المخاطر التي تهدد المنطقة المغاربية والساحل والصحراء ، تقود المملكة مشروعا شاملا، يهدف إلى تحقيق تنمية سياسية واجتماعية واقتصادية أكبر، مشيرين الى أن المغرب يمضي قدما نحو الانخراط في كل الجهود الرامية إلى بلوغ هدف محدد : التحديث الكامل للبلاد في إطار احترام تقاليده وهويته . هذه النتيجة هي بكاملها ثمرة عمل الملك محمد السادس .
وأبرزا أنه “تحت القيادة الملك محمد السادس تتعزز دولة القانون ، وتتضح بجلاء الجهود المبذولة في الحقل الديني ، وتترسخ الوحدة الوطنية من طنجة للكويرة ويتقدم الاقتصاد بالموازاة مع اتخاذ مبادرات فعالة على المستوى الاجتماعي وتحديث البنيات التحتية… و يظهر المغرب قدرته أكثر على تعزيز دوره المركزي لفائدة الاستقرار بجنوب المتوسط والتقدم الضروري للحوار بين الضفتين، وهذه النتيجة هي بأكملها عمل جلالة الملك”.
وأشارا الى أن الملك يجسد تحول المغرب نحو الحداثة والانفتاح على العالم في إطار احترام المبادئ الكبرى للتقاليد.
ولفتا الى أن الكتاب يقارب أيضا فن السياسة، مشيرين الى أن الملك السادس، بصفته ملكا، يظهر دينامية وانشغالا بتطوير بلده، فضلا عن كون الملك قاد عددا من المشاريع المهيكلة التي أفضت إلى تحول المغرب.
وعلى المستوى الاجتماعي، يضيف المؤلفان، فانه تحت الملك، تم إصلاح أوضاع للمرأة والنهوض بها، وحماية حقوق الإنسان من خلال مؤسسات وآليات جديدة. وحسب الاصدار، فإن المغرب يشق بهدوء طريقه نحو المستقبل . وهو بصدد تعزيز نموذج خاص للتنمية في إطار ملكية تعد الروح العميقة للمغرب.
ويقتفي الكتاب أيضا رؤية الملك في العديد من الميادين وعدة مواضيع : رؤية مؤسساتية ودينية ووطنية واجتماعية لتنمية اقتصادية، دولية و إفريقية …رؤية استباقية استراتيجية.
فعلى جميع المستويات، تميز عهد الملك محمد السادس بالرغبة في إحراز التقدم حتى لا يخلف موعده مع التاريخ. و بفضل الملكية ، لدى المغرب هدف محدد و استراتيجية تروم مواصلة مسيرته إلى الأمام في ظروف جيدة، حسب مؤلفا الكتاب.
ويخلص المؤلفان الى أنه “إجمالا يمكن تأكيد أن المغرب بلد صاعد وقوة دبلوماسية من المستوى الأول بالنظر الى دوره المركزي في مجال الأمن والتعاون في جنوب المتوسط، وذلك بفضل الاستقرار الذي تضمنه ملكية شعبية ووطنية في تطور دائم وهي المقوم الرئيسي للمغرب وتمنحه امتيازا بالمقارنة مع البلدان الأخرى بالمنطقة”.