الرئيسية / سياسة / هل يعرقل ولاء النخبة البراكماتي للملكية عملية الإصلاح في المغرب؟

هل يعرقل ولاء النخبة البراكماتي للملكية عملية الإصلاح في المغرب؟

الملك في خطاب رسمي
سياسة
حمزة حبحوب 27 أغسطس 2019 - 18:22
A+ / A-
تجدد خلال الخطابات الملكية الأخيرة الاعتراف بالتقصير والفشل والإقرار بحساسية المرحلة ودقتها، وقد اكتست تلك المكاشفات أهمية أكبر حين صدرت من رئيس الدولة، هذا الأخير واعتبارا لمنصبه الدستوري، بدا مستشعرا لثقل المسؤولية وارتدادات الأخطاء التي قد يسقط فيها مدبرو الشأن العام، وفي مقابل حديث البعض عن ملامح ملكية برلمانية، بدا واضحا تكريس الملك محمد السادس للملكية الاجتماعية المواطنة، عبر مواصلة كسر قيود “المخزن” والتأكيد على انخراط المؤسسة الملكية في عملية التنمية المنشودة، وذلك ابتداء من إشارة رئيس الدولة إلى الصرامة ضد تهاون الادارة بكل مستواياتها، وتقاعس المجالس المنتخبة في تنفيذ البرامج الانمائية وخدمة مصالح المواطنين.
إن المتابع لتطور تاريخ المغرب السياسي والاجتماعي، قد يستبعد حدوث أي تغيير جذري يأتي من أعلى الهرم، لأن البعض يعتبره أشبه بالعملية الانتحارية بالنسبة للنخبة النافذة والمتحكمة في كل الأمور والموارد ومقدرات الادخار الوطني منذ عشرات السنين.
 
هذه النخبة حسب المؤرخ؛ المعطي منجب هي التي تستفيد من ريعية الاقتصاد وفساد الادارة وهامشية الدستور والقانون ووجود السلطة الحقيقية بين ايدي الجماعات المصلحية والمؤسسات الغير منتخبة، إنها حسب رأيه “المستفيدة من النظام، ومقابل ذلك تعبر كل يوم بمناسبة ومن دون مناسبة”
يمكن إذن أن نستشف من كلام المتحدث أن ولاء تلك النخبة مصلحي ومبتذل كما في كل الأنساق السياسية المشابهة.
من جهة أخرى، نجد أن شرخا كبيرا حادثا بين السياسات الرسمية، ملكية وحكومية، والمضامين النقدية القوية لخطب رئيس الدولة المدينة للفساد والمطالبة بخدمة مصالح المواطنين وبتسمية الأشياء بمسمياتها وربط المسؤولية بالمحاسبة ربطا حقيقيا وعلى كل المستويات الإدارية والسياسية والمطالبة بتنمية فعالة وعادلة اجتماعيا، وبقضاء منصف.
 
هذا التقييم يزكيه منجب وهو يسوق ملف شباب الريف الذين قال إنهم “سموا الأشياء بسمياتها، أي قالوا كما قال الملك، إن هناك اختلالات في تنفيذ المشاريع المحلية وأن هناك فسادا واستبدادا، وقال قادتهم إن الملك هو الحاكم الفعلي ولهذا فلن يتفاوضوا إلا معه أو مع ممثليه المباشرين، فهل عامل القضاء هؤلاء الشباب بإنصاف؟” يتساءل الحقوقي مستنكرا قبل أن يضيف، “ولنذكر أن هؤلاء الشباب كانوا في الغالب الأعم، ورغم غضبهم، سلميين وواقعيين، فبماذا تمت مواجهتهم؟ بالعصا الغليظة، طبعا إذ دمرت كل آمالهم في الإصلاح، وفي غد أفضل وزج بالمئات منهم في السجن”.
 
يرى كثير من المراقبين أن الأحداث المتسارعة في المغرب وصلت إلى حد بعيد من التأزم والرداءة وباتت تبعث على القلق، وهذا ما أقر به الملك نفسه حين ذكر في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك أن المغرب بلغ مرحلة لا تقبل التردد أو الأخطاء، كل هذا خلق وعيا جمعيا بضرورة التغيير، منجب يرى في هذا السياق أن على القائمين على التدبير في المغرب، أن يفهموا أنه لا يكفي أن تتحسن الظروف المادية للمغاربة لينقص الغضب والمعارضة، مع إقرار أهمية الأمر لأنه يعتبر أن “المغاربة الجدد يريدون طبعا قسمة عادلة للموارد المادية، ولكنهم يتوقون كذلك إلى المشاركة في الموارد الرمزية وأهمها الحرية والكرامة والمساواة وهذا لن يكون إلا بالديمقراطية”.
 
وتعليقا على تكرار الخطب الملكية الدعوة إلى إنتاج نموذج تنموي قادر على إخراج المغرب من أزمته، يقول الأستاذ الجامعي إنه “من الصعب توقع تفاصيل النموذج الآن، لأن الخطب المتناولة للموضوع لم تكن ذات مضامين تفصيلية” مرجحا أن يكون “نموذجا تقنوقراطيا، يركز على الفعالية الإقتصادية والإدارية مع تهميش للنخبة السياسية بشقيها أي المنتخبة وتلك الناشطة في المجتمع المدني”، مثل هذا النموذج حسب منجب “قد يرضي الكتلة اللامبالية غير المسيسة، خصوصا إذا أظهر نجاعته على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، ولكنه لا يمكن أن يحارب الفساد بفعالية كما لا يمكنه إرضاء الكتلة الواعية من الشعب التي تتوق طبعا للعدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي، ولكنها لن تتخلى من أجلهما عن تشبثها بالقيم اللامادية اي الحرية والكرامة”.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة