سقط الترجي التونسي بطل إفريقيا السبت للمرة الثالثة عند العقبة الأولى في كأس العالم للأندية في كرة القدم، في خسارة رأى مدربه معين الشعباني أن من أسبابها فارق “الامكانيات” مع الأندية الآسيوية التي سيلاقي أحدها مجددا الثلاثاء، السد القطري، في مباراة تحديد المركز الخامس.
سيكون هذا اللقاء اعادة لمواجهة الفريقين في نسخة العام 2011 من المونديال، عندما تفوق النادي القطري (2-1) في مشاركته الأولى، على الترجي في الدور الثاني، ومضى حينها لاحتلال المركز الثالث في اليابان.
قبل يومين، دخل الفريق التونسي مباراته في ستاد جاسم بن حمد في الدوحة التي تستضيف النسخة السادسة عشرة حتى 21 كانون الأول/ديسمبر، باحثا عن فك نحس لازمه في التجربتين الماضيتين: خسارة المباراة الأولى أمام السد في 2011، وأمام العين الإماراتي في 2018.
لكن المحصلة كانت نفسها. خسر الترجي أمام الهلال السعودي بطل آسيا بهدف نظيف سجله المهاجم الفرنسي البديل بافيتيمبي غوميس بعد دقائق من دخوله في الشوط الثاني، بمجهود فردي رائع تلاعب خلاله بمدافع الترجي محمد اليعقوبي، قبل أن يضع الكرة في شباك الحارس معز بن شريفية.
بدت خيبة الأمل واضحة على الشعباني بعد المباراة، لاسيما وان مدرجات الملعب امتلأت بمشجعين تونسيين لم تهدأ حناجرهم طوال اللقاء.
وضع المدرب الذي قاد الترجي للقبيه القاريين في الموسمين الماضيين، معادلة بسيطة لتعليل الخسارة: عدم استغلال الفرص، وفارق الامكانيات بين الأندية الآسيوية (العربية تحديدا) والإفريقية.
وقال “العام الماضي خسرنا المباراة الأولى وفزنا بالثانية، وبعد ذلك فزنا بلقب دوري أبطال إفريقيا مرة أخرى. هذا النوع من المباريات والمسابقات يعطينا تجربة كبيرة ويجب أن نضعها دائما في جانب إيجابي”.
وتابع “الفارق في الامكانيات. صراحة لا امكانية للفرق الإفريقية ان تتعاقد مع لاعبين محترفين بمبالغ كبيرة، أو نجوم يعطون الاضافة خاصة في الخط الأمامي. عندما تواجه صعوبات تريد لاعبا يقدر ان يصنع الفارق”.
غمز الشعباني من قناة القدرات المالية للفرق العربية الآسيوية التي تخولها التعاقد مع لاعبين ومدربين بمبالغ مالية كبيرة. وعلى سبيل المقارنة، ضمت تشكيلة الهلال السبت (بما يشمل الأساسيين والاحتياطيين)، سبعة لاعبين أجانب بينهم غوميس والبيروفي أندري كاريو الذي اختير أفضل لاعب، وحامل شارة القيادة البرازيلي كارلوس إدواردو والسوري عمر خريبين.
أما تشكيلة الترجي، فضمت ثمانية أجانب معظمهم من الجارة الجزائر.
وأوضح الشعباني “هذه ظروف وامكانيات ورأينا قبل المباراة هذه، 11 مباراة بين فرق آسيوية وإفريقية (في المونديال)، تسعة انتصارات للفرق الآسيوية”.
وتابع “يمكن لولا الأجانب لكانت المعادلة متكافئة، لكن وجود الأجانب هو ما يصنع الفارق”، مضيفا “لو كانت لدينا الامكانيات الكبيرة لاستقدام لاعبين، اسم كبير يصنع لك الفارق، لكان باستطاعتنا ان نوفر ذلك”.
وأقر الشعباني بوجود “واقعية نتعامل بها”.
الشكوى الإفريقية لا تقتصر على الأندية فقط.
في مونديال روسيا 2018، حققت منتخبات القارة السمراء أسوأ نتيجة لها في النهائيات منذ 1982، اذ غاب أي منتخب منها عن الدور الثاني، على رغم المواهب الفردية التي كانت تشارك في المونديال، مثل محمد صلاح مع مصر، وساديو مانيه مع السنغال، وحكيم زياش مع المغرب.
وفي 15 نسخة من مونديال الأندية، بلغ فريق إفريقي مرتين فقط النهائي، وذلك من خلال مازيمبي الكونغولي عام 2010 قبل أن يخسر أمام إنتر الإيطالي بطل أوروبا، والرجاء البيضاوي المغربي (المضيف) عام 2013 قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا أيضا حينها.
لكن مدرب الهلال، الروماني رازفان لوشيسكو، رفض اعتبار ان التغلب على الترجي يعود فقط للقدرات المالية للنادي السعودي. وعلق على تصريحات الشعباني “بعد كل مباراة يحصل نقاش: مال أو لا مال”.
وأضاف “نعم المال يوفر النوعية لكن في الوقت ذاته ثمة الفريق والمجموعة والحافز والطريقة التي يظهرها هذا الفريق حتى الآن”، جازما في توجهه الى الصحافيين بالقول “تعرفون جيدا ان النتيجة لا يحققها المال”.
الثلاثاء، سيكون الترجي في مواجهة قطب مالي آخر تزخر تشكيلته باللاعبين الأجانب أو ذوي الأصول الأجنبية. فالسد هو أحد أبرز الأندية القطرية، وتضم تشكيلته العديد من الدوليين الأجانب (لاسيما المهاجم الجزائري بغداد بونجاح)، أو المحليين الذين ساهموا في تتويج منتخب بلادهم في وقت سابق هذا العام بلقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه.
يستفيد السد أيضا من تحضيرات قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم بعد ثلاثة أعوام، مع ما يرافقها من انفاق على الملاعب والبنى التحتية والتطوير والمواهب، على أمل تقديم أداء لائق عندما تطلق في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، صافرة أول مونديال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
مدرب السد، الإسباني تشافي، هو نجم سابق لبرشلونة، اختار كما غيره من الأسماء المعروفة في اللعبة، تمضية نهاية مسيرته الاحترافية في الملاعب القطرية، مدافعا عن ألوان السد قبل أن يتولى تدريبه في صيف هذا العام.
لم يتطرق الإسباني صراحة الى انعكاس فارق القدرات المالية على أرض الملعب، لكنه أقر بأن المتوافر لفريقه غير متاح للآخرين.
وأوضح “نحن في بلد يوفر لنا أفضل تجهيزات رأيتها في العالم، لذا نستفيد من ذلك (…) نحن محظوظون جدا لأننا نتمتع بهذه التجهيزات”.