انطلقت صباح اليوم الجمعة بمدينة ميونخ (جنوب) أشغال مؤتمر الأمن في دورته السادسة والخمسين بمشاركة حوالي 35 رئيس دولة وحكومة ونحو مائة وزير خارجية ودفاع.
ويبحث المؤتمر الذي يتواصل الى غاية 16 فبراير الجاري، التهديدات المحدقة بالسلم العالمي و تغير موازين القوة في العالم والأزمات الحالية والتحديات الأمنية المستقبلية.
وسيتطرق المشاركون الى التطورات في ليبيا ومنطقة الخليج العربي وشرق آسيا، ومنطقة الشرق الأوسط الى جانب التحديات العالمية الملحة خاصة آثار السياسة الأمنية لتغير المناخ.
وتتمحور دورة هذا العام حول موضوع “عدم الاهتمام بالغرب”، والذي يصف الظاهرة المزدوجة المتمثلة في شعور واسع بأن الغرب والعالم أجمع يتطورون في اتجاه أقل اهتماما بالغرب والمقصود بذلك هو فقدان القيم عبر الأطلسية ومجتمع الأمن.
وتظهر مشاركة أكبر وفد أمريكي حتى الآن في حدث هذا العام أن النقاش الألماني الأمريكي لا يزال ذا أهمية أساسية.
كما سيكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيفا على دورة مؤتمر ميونيخ للأمن هذه السنة لأول مرة.
ويحضر المؤتمر العديد من رؤساء الدول والحكومات، بما في ذلك رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الأفغاني محمد أشرف غاني والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس.
كما تعد مشاركة رئيس شركة فيسبوك، مارك زوكربيرج، الأولى من نوعها حيث أن الشركات الكبيرة على وجه الخصوص لها تأثير هام على السياسة الأمنية.
وقبيل انطلاق فعاليات المؤتمر، انتقد رئيس المؤتمر فولفغانغ إشينغر الخطوات المتثاقلة للسياسة الخارجية الألمانية.
وقال إن الخطاب المدوي للرئيس الألماني السابق يوآخيم غاوك خلال المؤتمر عام 2014، حلحل بعض الأمور، “لكني أرى تثاقلا في التحرك نحو هذا الاتجاه في ظل السرعة الهائلة التي تتطور بها السياسة العالمية”، مشيرا إلى غياب العزيمة اللازمة لذلك.
وأكد إيشنغر أنه “قلق للغاية” بشأن “الفشل الذي لا يغتفر” للمجتمع الدولي في سوريا التي مزقتها الحرب. “وبالتالي يمكن أن نشكو على الدوام من مدى سوء الأوضاع في سوريا، لكن دون تغيير شيء”.
وقال “لدينا المزيد من الأزمات، أزمات أكثر خطورة وأحداث مروعة أكثر مما يمكن للمرء أن يتخيلها”، وهذا سيعني الكثير من العمل للمشاركين في القمة.
كما يمكن أن تتأجج التوترات في الناتو خلال هذا الحدث، حيث يدفع ماكرون أوروبا لتصبح أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة “حليفتها القوية”، بما في ذلك عبر التعاون في مجال الردع النووي.
يشار الى أن مؤتمر ميونيخ للأمن تأسس في الأصل عام 1963 كاجتماع ألماني أمريكي لتبادل المعلومات حول القضايا الأمنية .
ويروم المؤتمر التباحث بشأن التحديات الحالية والمستقبلية للسياسة الأمنية الدولية.
