مازالت تداعيات التصويت على مشروع القانون الإطار للتعليم أو مايسمى إعلاميا بـ”فرنسة التعليم” تخيم على واقع حزب العدالة والتنمية، والصراعات مازالت قائمة بين بنكيران وخلفه سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب “البيجيدي”.
وقال بنكيران، في كلمة له أمام أعضاء اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية، إن “سبب عدم حضوره دورة المجلس الوطني للحزب الأخيرة، المنعقدة شهر يناير الماضي، هو رغبته في تفادي مواجهة العثماني بسبب القانون الإطار.
ووجه بنكيران، كلامه للعثماني قائلا، “إنهم يبررون هذه القوانين بأنها من جهات العليا “حتى واحد ما بزز عليك تبقى أمين عام، ولا رئيس حكومة”.
بنكيران فقد البوصلة!
الباحث الأكاديمي في العلوم السياسية، عمر الشرقاوي، قال في هذا السياق، استمعت بامعان لكلمة بنكيران امام شبيبة حزبه، لا يمكنني ان اقول سوى ان الرجل فقد البوصلة ودخل خانة المواقف المرتجلة غير المدروسة التي تزيد من امتصاص ما تبقى من رصيده داخل حزبه.”
وأكد الأستاذ الجامعي أن “بنكيران ما زال يعيش على اوهام الماضي رغم انه اول من يعلم ان تحولات عميقة وجذرية مست بنيان الحزب الاسلامي سواء على مستوى الاجيال او من خلال نشوء طبقة من المصالح والمناصب والامتيازات على هامش قيادة الحكومة وما توفر من منافع.”
وما يثير الغرابة،- يضيف الشرقاوي” أن بنكيران ” يعيد اسطوانة مطالبة رئيس الحكومة بتقديم استقالته بسبب قانون التعليم، مشيرا إلى أنه ليس ” هناك من سيسايره في شعبويته داخل نخبة البيجيدي، ولا اعتقد ان 140 برلمانيا و6 وزراء و150 رئيس جماعة ورؤساء جماعات اكبر المدن يسايرونه في مغامراته ويضعون انفسهم خارج حماية الحكومة، وقد سبق وان قدموا له درسا بليغا خلال مرحلة ما بعد البلوكاج.”
وختم الشرقاوي متسائلا حول ما الذي “يجعل بنكيران يصر على الاساءة لنفسه وجعل خروجه السياسي كارثيا، ما الذي يربحه من صنع معارك وهمية تسيء لحزبه وتثير النعرات داخله عوض تسويق خطاب جمع الشتات؟”.
العثماني: “البيجيدي” حزب مؤسسات وليس حزب أفراد
العثماني في رد سابق على بنكيران، حول التصويت على “فرنسة التعليم”، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، إن “البيجيدي” هو حزب مؤسسات وليس حزب أفراد، وحذّر من خطورة عدم احترام القرارات التي تتخذها الأمانة العامة للحزب أو التمرد عليها.”
وشدد العثماني على ضرورة احترام القرارات التي تتخذها أجهزة الحزب، مشيرا إلى أن بعض هذه القرارات قد تكون مغلوطة “لكن يجب احترامها والالتزام بها لأن قواعد الديمقراطية هي هاذي”.
“حزبنا مبني على مبادئ ومرجعية واضحة، وكان وما يزال وسيبقى دائما وفيا لمبادئه وتوجهاته المسطرة في القوانين الداخلية”، يورد العثماني الذي أوضح أن “أولى هذه المبادئ هي الوطنية بمفهومها الشامل التي تجمع بين المرجعية الإسلامية والملكية الدستورية وعلى رأسها أمير المؤمنين”، مضيفا: “ولله الحمد، أعضاء الحزب متشبثون بهذه المبادئ”.