كعادتها عبرت ساكنة العالم القروي، بمختلف جهات المملكة، عن وعي راقي في التعاطي مع أزمات البلاد، خصوصا في ظل انتشار جائحة ” كورونا” فيروس، ومسارعة الدولة إلى تطبيق حالة الطوارئ الصحية.
وعكس الانفلاتات التي حصلت في عدد من المدن، بسبب استهتار المواطنين بإجراء الحجر الصحي، انخرطت ساكنة العالم القروي بجهة فاس مكناس، خصوصا في تاونات، في تنفيذ التدابير والإجراءات الصادرة عن السلطات المختصة، لمكافحة وباء ” كورونا” ومحاصرة بؤر انتشاره.
وفي هذا السياق، كشف مواطن من دوار عين عبدون في تاونات، أن ساكنة القرية والدواوير المجاورة ملتزمة بالتدابير الاحتياطية لمنع انتشار فيروس كوفيد 19، ومنخرطة في البرنامج الوطني لمحاصرة الوباء، اعتبارا للواجب الوطني في حماية النفس والغير، والانضباط للتوجيهات الرسمية، على الرغم من كل أشكال التهميش الذي تعيشه القرية، وتحديدا على مستوى البنية التحتية حيث المسالك متهالكة شأنها شان باقي مسالك الدواوير المجاورة.
وأضاف المصدر، في اتصال مع موقع ” فبراير” أن أبناء القرية تجندوا لإيصال المواد الاستهلاكية للمواطنين، حيث الخضر والفواكه والأسماك تنقل عبر سيارات خاصة للدواوير، في انسجام تام مع الإجراءات التي تنص عليها السلطات المحلية والإقليمية، وبأثمنة معقولة تراعي الظرفية والوضع الاجتماعي للمواطنين، وهذا ما أكد عليه محمد العدولي، مستشار جماعي وناشط محلي، في اتصال مع ” الموقع”، منبها إلى أن مجهودات كبيرة تبذل في إطار محاصرة الوباء، ومنع تفشيه بين الساكنة القروية وفي المراكز الحضرية.
من جهته، نقلت مصادر من دوار مولاي يحي بجماعة فناسة باب الحيط التابعة لدائرة طهر السوق، تجند المواطنين للتحسيس بمخاطر انتقال فيروس ” كورونا”، ودعوتهم الساكنة لالتزام بيوتهم، وفي حال الخروج لقضاء مآربهم تجنب المصافحة والاختلاط مع الآخرين، فيما تطوع آخرون لنقل المواد الاستهلاكية، خصوصا الخضر والفواكه، وذلك بعد تعليق انعقاد السوق الأسبوعي ” اثنين بني ونجل” والأسواق الأخرى المجاورة.
انخراط ساكنة العالم القروي في برنامج مكافحة ” كورونا” المستجد، تزامن مع تطوع بعض الشباب لدعم الفئات الهشة، حيث انطلقت حملات ” القفة” بجماعات بني وليد، عين مديونة، طهر السوق.. فضلا عن حملات الدعم التي تشرف عليها السلطات المحلية والإقليمية، في انتظار توسيع دائرة المستفيدين من عملية الدعم الاجتماعي، حيث اشتكى عدد من المواطنين في القرى عدم تمكينهم من الدعم المخصص للفئات المتضررة من جائحة ” كورونا”.
