مرت ثلاث سنوات على محاصرة قطر من قبل جيرانها وأشقائها في الخليج، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ولم يُستدرك هذا الحصار حتى مع انتشار وباء كورونا الذي فرض التعاون بين دول الاقليم لمواجهته.
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، “تواجهنا تحديات إقليمية ودولية عديدة كان آخرها كوفيد19، وكان من الأجدى أن نرى تعاضداً لمجلس التعاون الخليجي لحماية شعوبنا ومحاربة التحديات معاً، ولكن للأسف فإن الاستقطاب لا زال مستمراً بدل أن تسود الحكمة وأن يُحتكم للعقل”.
وقال بن عبد الرحمن في تغريدة ثانية “لطالما دعت دولة قطر إلى الحوار الحضاري غير المشروط والمبني على أسس المساواة واحترام السيادة والقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
وأضاف في التغريدة ذاتها “هذه مواقفنا لم ولن تتغير ونتطلع إلى أن تشاركنا بها دول الحصار يوماً ما ليعود المجلس كما أسسه آباؤنا نواة تعاون وتكامل تلبي تطلعات شعوبنا”.
وسجل وزير الخارجية القطري أنه في “ذكرى الحصار الجائر الذي بدء بحملة تضليلٍ واهية أضرت بواقع وصورة مجلس التعاون وشعوبنا، لا يسعني إلا أن أحيي الشعب القطري والمقيمين على صمودهم، وإذْ نفخر بما تمّ تحقيقه فإن هذا أقلّ ما يُقدم من أجل الوطن في ظلّ الظروف التي فرضتها علينا هذه المرحلة ويبقى الفضل لله من قبل ومن بعد”.
ومن 5 يونيو 2017 إلى 5 يونيو 2020، لا يزال الجدال مستمرا حول ما إذا كانت هذه المقاطعة قد آتت أكلها، فضلاً عن آفاق المصالحة لإنهاء الأزمة.
وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فرضوا في يونيو 2017 محاصرة دبلوماسية واقتصادية على قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب وهو ما فندته دولة قطر بشكل قاطع.
في جانب آخر، ورغم الحصار الاقتصادي، استطاعت قطر أن تعيد ترتيب أولويات إنتاجها الاقتصادي المحلي، وتقويته وطنيا، حيث انتقلت قيمة الأصول لاحتياطية القطرية من متوسط 34 مليار دولار في الشهور الموالية من 2017، إلى 55.7 مليار دولار حتى نهاية أبريل 2020.
وحتى على مستوى السياحة، فرغم منع دول الحصار مواطنيها من الدخول إلى قطر، إلا أنها استطاعت أن تجد فئة بديلة من السياح، فبعد التراجع في أرقام السياح في 2017 و2018، عاد الرقم للصعود في 2019.
وأظهرت أرقام جهاز قطر للإحصاء أن التراجع الذي حصل في أرقام السياحة الوافدة من 2.25 مليون سائح في 2017 إلى 1.819 مليون سائح في 2018، قد عاد للصعود في 2019 بنسبة 17.4 بالمئة على أساس سنوي.
وبلغ عدد السياح الأجانب الوافدين إلى قطر في 2019، 2.136 مليون سائح، قدم معظمها من آسيا وأوروبا ونسبة لا تتعدى 11 بالمئة من دول مجلس التعاون.
وفي الذكرى الثالثة للحصار، أصدرت غرفة قطر تقريرا حول التبعات الإيجابية للحصار، موضحة أن قطر نجحت خلال السنوات اللاحقة للحصار، في تحقيق تطور ملحوظ فيما يخص الأمن الغذائي، وفي قطاعي الزراعة والصناعة، ما ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في كثير من السلع والمنتجات.
وأشار التقرير إلى أن القطاع الخاص بقطر، أوجد مصادر جديدة للسلع والمنتجات التي كانت تستورد من دول الحصار، فضلا عن مساهمته في تأمين احتياجات السوق المحلية من السلع الضرورية، والتوجه نحو الصناعة المحلية.
