تشبع بفكر عصر الأنوار، وصار مدافعا شرسا عن الحريات، ومتصدرا لكبريات الصحف العالمية، بفعل مواقفه التي تبدو “غريبة”، أحيانا.
ولد إيريك ديبون موريتي الملقب بـ “وحش ليل” في 20 أبريل 1961 ببلدية موبيج شمال فرنسا، فقد والده في سن الرابعة، وأمه كانت عاملة في تنظيف المنازل، متزوج وأب لطفلين، (رفاييل وكليمان)، هوايته قنص طيور البراري خاصة طائر الصقر.
في سنة 1957 وُجد جده الإيطالي ميتا في ظروف مزرية بدون أن يفُتح تحقيق في قضية وفاته الغامضة، وهو ما اعتبره إيريك بعدها ظلما دفعه إلى امتهان مهنة المحاماة.
ولإتمام دراسته ودفع تكاليفها، عمل إيريك دييبون في البداية بوظائف بسيطة، حيث اشتغل كحفار قبور، ونادل بالمطاعم ثم اشتغل بقناة، ليلمع اسمه فجأة بفضل بلاغة لسانه وفصاحته.
في سنة 2000، تكلف إيريك بأكبر معركة في تاريخ العدالة تعود لقضية احتيال تضمنت أسماء شخصيات مشهورة مثل الرياضيين الأخوين كاراباتيك، واللاعب الفرنسي كريم بنزيمة وترافع عن السياسي والوزير سابقا والممثل ورجل الأعمال المشهور بيرنار تابي.
بحنكته المهنية وكفاءته العالية في الترافع حصل على 144 حكم براءة، رسخ إيريك ديبون موريتي اسمه ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في فرنسا، والأكثر مواكبة في الإعلام الفرنسي.
وبحسب قوله فإن المحاكمة الجنائية تتعرض للخطر بسبب كلمة الضحية، و-مستعد بحسب قوله في إحدى الحوارات التلفزية بالدفاع عن العالم كله شريطة ألا يطالب بالترافع عن شيء غير موجود-.
قبِل الدفاع عن عبد القادر مراح شقيق محمد مراح منفذ هجمات تولوز ومونتوبان عام 2012 بعد إدانته بالتخطيط لمؤامرة إرهابية والتورط المباشر في الهجوم على مدرسة يهودية وفي مقتل ضحايا شقيقه السبعة. فكانت تلك من أصعب القضايا التي ترافع فيها إيريك في مسيرته المهنية.
ألف إيريك كتابا عنونه بـ ” قاموس حياتي”، حكى فيه قصص مرافعاته الشهيرة وأجزاء مفصلة عن حياته، وأهدى الكتاب لوالدته التي يعشقها، حيث روى في الكتاب تفاصيل وفاة والده وهو في سن لا يتجاوز الرابعة، واختار لكل جزء من أجزاء كتابه حرفا يناسب ترتيب الحروف الأبجدية للغة الفرنسية، وهكذا نجد في الحرف الأول مثلا كلمة ” براءة”.
المحامي المثير للجدل في فرنسا، كان يبعث برسائل خاصة لكل موكليه، يخبرهم فيها أن مناداته وتلقيبه بـ “المبرئ ” لا يعني أبدا أنهم سينتصرون في المحاكمات القضائية التي يدافع فيها عنهم، وأن اللقب لا يجب أن يولد لديهم أوهاما خاطئة بتفوقه الدائم.