بعد إعلان انتخاب الديمقراطي جو بايدن الرئيس الجديد للولايات المتحدة، خلفا للجمهوري دونالد ترامب، طفت إلى السطح اسئلة كثيرة حول العلاقات المغربية الامريكية، في ظل عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض.
وبهذا الخصوص قال خالد الشرقاوي السموني مدير مركز الرباط للدراسات السياسية و الاستراتيجية، إن انتخاب الرئيس الجديد للولايات المتحدة “جو بايدن” لن يؤثر في العلاقات المغربية-الأمريكية ، لأن الإدارة الأمريكية سواء في ظل حكم الحزب الجمهوري أو الديموقراطي كانت دائما في صف الدول التي تدافع عن المصالح الحيوية للمغرب وتؤيد المبادرة المغربية للحكم الذاتي .
وقال المتحدث في تصريحه لـ”فبراير” أن هناك علاقات بين البلدين متجدرة في التاريخ منذ قرون و مصالح مشتركة سياسية و اقتصادية و عسكرية . و كان المغرب و لايزال حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في العالم العربي و افريقيا بغض النظر عن الحزب الامريكي .
و يرى خالد الشرقاوي السموني أن موقف الرئيس الجديد جو بايدن لن يكون مغايرا عن مواقف من سبقوه من الرؤساء فيما يتعلق بالسياسية الخارجية الأمريكية تجاه المغرب ، خاصة في يتعلق بقضية الصحراء و الدفاع عن مصالحه الحيوية.
و يتوقع السموني الخبير و المحلل الاستراتيجي، أنه سيكون هناك تعاون كبير بين البلدين في عهد الرئيس الجديد بايدن في ظل ما يواجه العالم من تحديات ، خاصة بالنسبة الحرب في اليمن و في سوريا و في ليبيا أو فيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، علما أن بايدن أكد في هذا الصدد على وجوب إعادة المساعدات المالية والإنسانية الأمريكية للسلطة الفلسطينية، وطالب إسرائيل بوقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وشدد على أن أفضل طريقة لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي هو الحل السياسي المتوافق حوله بين أطراف النزاع في ظل المفاوضات .
و أضاف الشرقاوي السموني أن المغرب يعتبر حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا و في الساحل و جنوب الصحراء، وهناك تعاون اقتصادي و تجاري بين البلدين ، نذكر اتفاقية التبادل الحر التي تم الشروع في تنفيذها منذ سنوات و كانت لها نتائج ايجابية ، لكنها تحتاج إلى مزيد من النجاعة و الحكامة و التكيف مع المستجدات الدولية و الظروف العالمية الصعبة بسبب انعكاسات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي.
التعاون بين البلدين ، حسب المتحدث، يشمل أيضا المجال العسكري، خاصة أن هناك اتفاقية التعاون العسكري تم ابرامها هذه السنة، ينتظر من الإدارة الأمريكية الجديدة و الحكومة المغربية العمل سواء على تنزيلها على أرض الواقع. فضلا عن التعاون في مجالات أخرى تتعلق بالتغير المناخي و التسلح النووي و التوسع الإيراني في شمال افريقيا و الصحراء .
