قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، إنه لا يوجد نص شرعي يمنع زواج المسلمة من شخص من أهل الكتاب (مسيحي أو يهودي).
وأضافت في تصريحات متلفزة: «غير المسلم، المسيحي واليهودي، وهم أهل الكتاب، والقرآن سماهم هكذا، وهم ليسوا من عبدة الأصنام وإنما أصحاب ديانات أخرى غير مذكورين في النص». وتابعت: «في مثل هذه الحالة إذا هو (الزوج) طبق ما يطبقه المسلم عندما يتزوج بالمسيحية أو باليهودية بأنه لا يكرهها على تغيير دينها ولا يمنعها من مسجدها ولا يحرمها من قرآنها ولا يحرمها من أداء صلاتها».
وزادت: «الأولاد في هذه الحالة يتبعون الأب، ولذلك كان رأي الفقهاء المسلمين برفض زواج المسلمة من الكتابي خشية بأن تتسرب البنات المسلمات ويذهبن إلى المسيحي واليهودي وهنا سيتناقص عدد المسلمين».
وأثارت تصريحات أستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر جدلا واسعا في مصر.
الهيثم هاشم سعد، المحامي المصري، تقدم ببلاغ ضد كرم جبر رئيس المجلس الأعلى المصري لتنظيم الإعلام، يطالبه بمنع نصير من الظهور في الإعلام.
وقال سعد في بلاغه إن «ما قامت به آمنة نصير يترتب عليه الإضرار بالأمن القومي المصري، لإنكارها معلوما من الدين بالضرورة، وأن المادة الرابعة من قانون 180 لسنة 2018، تنص على أنه يحظر على المؤسسات الصحافية والوسيلة الإعلامية والمواقع الإلكترونية نشر أو بث أي مادة أو إعلان يتعارض محتواه مع أحكام الدستور أو تدعو إلى مخالفة القانون، أو الحض على التمييز أو العنف أو العنصرية والكراهية» مؤكدا أن «ما قامت به آمنة نصير يعد حثا على الكراهية والنظام العام، وتكدير السلم العام لجموع المصريين».
الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر، بيّن، في تصريحات صحافية، أن «زواج المسلمة من غير المسلم من أشد المحرمات. الدين الإسلامي يمنع زواج المسلمة من غير المسلم مطلقًا، مش عاوزين نقول أهل الكتاب أو غير أهل الكتاب، البلد مش ناقصة». وأضاف: «إلى الذين يخوضون في مسائل فقهية شرعية، أقول لكم لاب د من مراعاة الأمن القومي للبلاد، واحترام التخصص العلمي، قال الله تعالى (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) وقال رسول الله (أجرؤكم على الفُتيا أجرؤكم على النار)».
وتابع: «من نُسبت إليها هذه المقولة، تخصصها العلمي الأكاديمي (الفلسفة) ولا صلة لها بالفقه الإسلامي وعلومه».
وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حدد موقف الأزهر من هذه المسألة عام 2016، عندما أجاب على عدد من أسئلة أعضاء البرلمان الألماني وتحدث فيها عن زواج المسلمة بغير المسلم.
وقال الطيب: «الزواج في الإسلام ليس عقدا مدنيا كما هو الحال عندكم، بل هو رباط ديني يقوم على المودة بين طرفيه، والمسلم يتزوج من غير المسلمة كالمسيحية مثلا؛ لأنه يؤمن بعيسى عليه السلام، فهو شرط لاكتمال إيمانه، كما أن ديننا يأمر المسلم بتمكين زوجته غير المسلمة من أداء شعائر دينها، وليس له منعها من الذهاب إلى كنيستها للعبادة، ويمنع الزوج من إهانة مقدساتها؛ لأنه يؤمن بها؛ ولذا فإن المودة غير مفقودة في زواج المسلم من غير المسلمة، بخلاف زواج المسلمة من غير المسلم، فهو لا يؤمن برسولنا محمد، ودينه لا يأمره بتمكين زوجته المسلمة – إن تزوجها – من أداء شعائر الإسلام أو احترام مقدساتها؛ لأن الإسلام لاحق على المسيحية؛ ولذا فهو يؤذيها بعدم احترام دينها والتعرض لرسولها ومقدساتها، ولذا فإن المودة مفقودة في زواج المسلمة من غير المسلم؛ ولذا منعها الإسلام».