غداة انطلاق حملة التلقيح بالبلاد أفتت الهيئة الرسمية للإفتاء بالجزائر بأن “التلقيح ضد فيروس كورونا ضروري لمواجهة هذه الجائحة”، مؤكدة أن اللقاحات المتوفرة “لا تحتوي على مكونات تحرمها الشريعة الإسلامية”.
واستعانت السلطات الجزائرية بفتوى أصدرتها اللجنة الوزارية للفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية، أمس الخميس، لطمأنة المواطنين وإقناعهم بأهمية الانخراط في الحملة لوقف انتشار فيروس كوفيد 19، حيث أكدت في بيان رسمي أنه “ينبغي العمل بتوجيهات السلطات الطبية في البلاد التي تؤكد ضرورة تلقي اللقاح”. كما أبرزت أنه ينبغي الرجوع إلى الجهات الرسمية العلمية المعتمدة في أخذ المعلومات الطبية، بحيث لا يصح الاعتماد على مصادر تتحدث دون خبرة علمية”.
وشدد البلاغ على أن “الشريعة الإسلامية تأمر بالتداوي من منطلق قول الرسول (عليه الصلاة والسلام) تداووا، فإنّ الله عزّ وجلّ لم يضع داء إلاّ وضع له دواء، غير داء واحد الهرمَ”.
ويأتي خروج الهيئة بعد الجدل الواسع الذي شهده المجتمع إثر خروج أصوات شككت في اللقاح ومكوناته صلاحيته وموافقته للتشريعات الإسلامية. وكان رجال دين ونقابة الأئمة في الجزائر قد طالبوا السلطات الصحية بالكشف عن طبيعة المواد والمكونات الرئيسة للقاحات التي تم استيرادها للتيقن من عدم تفرها على مواد مخالفة محرمة في الشريعة الإسلامية.
وعلقت اللجنة على ذلك بالتشديد على أنه “يجب الرجوع إلى الجهات الرسمية العلمية المعتمدة والموثوقة في أخذ المعلومات الطبية وفي معرفة الأحكام الفقهية المتعلقة باللقاحات”. كما شددت على ضرورة “مواصلة التدابير الوقائية مثل إجراءات التباعد الاجتماعي، ارتداء الكمامة، النظافة.. وغيرها”.
وكانت الجزائر قد أعلنت أن عملية تلقيح واسعة ستنطلق في البلاد اليوم الجمعة، وذلك بعد توقيعها صفقات شراء لقاحات ثلاث، حيث أوردت تقارير أن البلاد قد توصلت بجرعات من لقاح “سبوتنيك v” الروسي، و”سينوفارم” الصيني” و”فايزر” البريطاني.
