أمرت وزارة الداخلية الإسبانية بإجراء تحقيق مفصل حول القضية المتعلقة بتعنيف رجال شرطة لععدد من المهاجرين القاصرين داخل مركز لإيواء الأجانب بـ”لاس بالماس” في منطقة جزر الكناري الإسبانية.
وكانت مقاطع فيديو قد انتشرت على نطاق واسع في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي قبل أسابيع قليل، تبين رجال أمن بالزي الرسمي يسيئون التعامل مع عدد من الشبان، واحد منهم سقط أرضيا، قيل بأنهم كانوا يوجدون حينها داخل مركز مخصص لإيواء المهاجرين حيث حلوا به بعد وصولهم على مثن قوارب إلى السواحل الإسبانية.
وأكدت تقارير أن المهاجرين المعنيين غالبيتهم دون سن الـ18، وهو ما دفع وزارة الشؤون الخارجية المغربية بعد انتشار الشريط إلى استدعاء سفير إسبانيا بالرباط لطلبت توضيحات كما عبر له مسؤول رفيع بالخارجية عن “قلق المغرب الكبير” بشأن التعامل المهين الذي تعرض له هؤلاء الشبان، وفق ما أوردت مصادر مطلعة.
وبدورها، فقد أفادت الشرطة المحلية الإسبانية، في روايتها حول الحادث، أن تدخل عناصرها كان على خلفية طلب توصل به الأمن من موظفين يشتغلون بالمركز، حيث كانوا مهددين من طرف أحد الأشخاص البالغين الذي يملك آلة حادة يهددهم بها.
لكن طريقة التدخل كانت غير متناسبة، تماما كما يتضح جليا من خلال أشرطة الفيديو التي تبادلها الكثيرون على الشبكات الاجتماعية.
ولذلك أمر وزير الداخلية في الحكومة الإسبانية، فرناندو غراندي مارلاسكا، بمباشرة تحقيق في الحادثة من أجل الحصول على المعلومات الكافية حول قضية القاصرين. وقد أكد مصدر من السلطات المحلية في لاس بالماس، لمنابر محلية، أن “المنطقة الأمنية العامة لشرطة جزر الكناري تلقت اتصالا من مدريد ورد فيه أنه تم فتح تحقيق فوري في تصرفات رجال الأمن الذين حلوا بالمركز المذكور”، فيما أوردت صحف أن وزارة الداخلية الإسبانية قامت أيضا بتفعيل “آلياتها التأديبية ضد موظفي الأمن الذين يظهرون في الفيديو”.
وكانت جمعيات وهيئات مدنية مغربية وإسبانية قد نددت بالحادث كما طالبت بضرورة معاقبة المتورطين والمسؤولين عن تعنيف وإهانة هؤلاء الأجانب، قاصرين كانوا أو بالغين. وتسببت الحادثة كذلك في مزيد من الاحتقان داخل مخيمات للمهاجرين أقامتها السلطات مؤقتا في منطقة جزر الكناري، وذلك بعد وصول أعداد كبيرة لقوارب الهجرة للخليج الإسباني، حيث زادت بشكل مرتفع خلال الأشهر الأخيرة.
