قالت بشرى بيبانو، بطلة المغربية في تسلق الجبال والقمم العالمية، بأن فكرة خوض مغامرة تسلق القمم الجبلية السبع الأعلى على مستوى العالم ولدت عندها حين ذهبت سنة 2011 في رحلة لصعود قمة كليمنجارو، القمة الأعلى في قارة إفريقيا والتي تتواجد في تنزانيا.
“هناك انتابني شغف التعرف واكتشفت أن هذه القمة تنتمي إلى ما يسمى بالقمم السبع الأعلى في العالم”، تقول البطلة المغربية في حول مطول مع موقع “فبراير”، حيث تحدثت عن تفاصيل بداياتها في هذه الهواية ومشروع تسلقها لهذه القمم الصعبة والأعلى في العالم.
وأشارت البطلة المغربية أنه “بعد عودتي من رحلة كليمنجارو بدأت أبحث واكتشفت أن المشروع يتعلق بتسلق القمم الأعلى في كل قارة من مختلف قارات العالم ثم بدأت أتعلم تقنيات تسلق الجبال، وخصوصا كيفية استعمال الحبال والمرور من الأماكن الصعبة”.
وأوضحت بيبانو أن تسلق جبل مونبلو، أعلى قمة في أوروبا الغربية والتي توجد في الحدود بين فرنسا وإيطاليا، كانت مهمة في بداية هذا المشروع، حيث “تلقيت تدريبات حول كل ما يتعلق بتسلق الجبال ثم بدأت في المشروع شيئا فشيئا، حيث تطلب مني الأمر مدة ثماني سنوات إلى أن نجحت في تسلق قمة إبروز الأعلى في القارة الأوروبية والتي توجد في منطقة القوقاز الروسية”.
وبعد ذلك “تمكنت من الصعود إلى أكاغوا، أعلى قمة في منطقة أمريكا اللاثينية والتي توجد بالأرجنتين، فلاحقا الدينالي، أعلى قمة بمنطقة أمريكا الشمالية والتي توجد في جبال الألاسكا كارستينز أو هرم كارستينز، وهو جبل في سلسلة سوديرمان، في الغرب الأوسط من إقليم بابوا، اندونيسيا، ثم إفريست الأعلى على مستوى العالم الذي يوجد في آسيا وأوروبا والذي تسلقت إليه من جهة النيبال”.
أما آخر قمة تسلقتها البطلة المغربية فهي قمة الفنسن، مشيرة إلى أنها تمكنت في 21 ماي 2017 من الوصول إلى أعلى نقطة في أعلى قمة بالعالم “إفريست” كأول امرأة مغربية ومن منطقة شمال إفريقيا وثالث امرأة عربية تنجح في تحقيق هذا الإنجاز في رحلة استمرت مدة شهرين. “أنا أعتبر أن إفريست هو مدرسة حياة وليس مجرد صعود جبل”، تقول بيبانو، مؤكدة أن الرحلة لم تكن بالسهلة، فالإضافة إلى المكوث هناك لأزيد من 60 يوما بين الصعود والهبوط كي “يتأقلم الجسم مع علو يصل إلى قرابة 9000 متر من العلو وانتظار الوقت المناسب لبلوغ القمة بسبب الرياح وشدة البرودة”، واجهتني كذلك “مشاكل فوق القمة بسبب تجمد أصابع يدي وقوة الريح، لكن النجاح لا بد له من ثمن”، على حد تعبير البطلة المغربية.
وأبرزت بهذا الخصوص إلى أنها واجهت صعوبات كثيرة خلال الرحلات، منها أخطار الرياح وانهيارات الثلوج والبرودة القاسية، “ومثلا فقدت أمتعتي مرتين وذات يوم كانت عاصفة صعبة وتعرضت لإصابة خلال الرحلة”، مشيرة إلى أن “واحدة من أروع رحلاتي كانت في منطقة أوقناسيا حيث عشت مع قبائل بدائية”، وفق قولها. هذه الهواية “تعلمنا الصبر والتأقلم مع الظروف التي نواجهها وتعرفنا على قيمة الأشياء التي نعيش فيها ولا نشعر بأهميتها ربما”، توضح بيبانو.