الرئيسية / 8 مارس / قصة مؤثرة...الاعلامية بهية تحكي عن علاقتها بخالها في ذكرى وفاته

قصة مؤثرة...الاعلامية بهية تحكي عن علاقتها بخالها في ذكرى وفاته

8 مارس
فبراير.كوم 15 مارس 2021 - 16:06
A+ / A-

قالت الاعلامية المغربية بهية بنخار السكراتي، إن “أقسى وأصعب الكتابات على الإنسان حتى لو كان متمرسا محترفا للكتابة، كتابة الرثاء، فما بالكم بهاوية مثلي تحاول ان تنصاع للكلمات بدل ان تروضها…تصعب عليها تشكيل الحروف والعبارات بطريقة مهيلكة وهي من تكتب بقلبها لا بعقلها..و الامر الان اكثر صعوبة حينما تكون الكتابة عن عزيز في منزلة الأب، او الخال اذا كان هذا الخال في مكانة من اكتب عنه هنا، حبيب قلبي الذي لم يكف يوما عن السؤال عني والدعاء لي و الافتخار بي”.

وأضافت بهية بنخار السكراتي، في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أن “في صورة بروفايل حسابه على الفيسبوك اسمي منذ ان علم بمرضي لم يزلها يوما، كان اول من يزورني صباح كل عيد، كان يرسل لي الدعاء كل صباح و لا يكف عن مداعبتي في كل لقاء و عن مصارحتي بفخره بإيماني وقوتي وشخصيتي …آااااااه كم الكتابة عنه قاسية، وتكون دائماً الكتابة اكثر صعوبة ومشقة على النفس وانهاكا للعقل واختلافا عن المخزون الكتابي للشخص وبالذات حينما يكون بين الفاقد والمفقود نقاط التقاء كثيرة جينية وفكرية وسلوكية وحين يكون هذا الفقيد ضليعًا في اللغة مُروضاً لها اديبا ومثقفا يعشق لغة الضاد وتنصاع اليه بألفة وسلاسة تجعلك تحس انك تتطاول على اللغة وانت تستعملها معه او في حضرته”.

وتابعت بهية “لا و لن انسى كيف كان يصحح هفواتي اللغوية ويردد: لغتك جميلة و احساسك رائع و مخزونك الثقافي غني، لكنك مشتتة العقل و التركيز..لا تراجعين و لا تكثرتين للقواعد، كأن لك لغة خاصة بك تجعل الشخص في حيرة من امره بين جمال مضمونها وحلاوة أسلوبها و غنى لغتها وتذبذب قواعدها وكثرة هفوات رقنها، كان يقول لي والدك بنخار (كان يناديه باسمه العائلي) استاذ للغة العربية و اديب وشاعر وأخوالك كذلك فلا يحق لك اهمالها، وانت وسط العقد والحفيدة الأولى، لذا من واجبك استعمالها وتطوير مهاراتك اللغوية وصقلها، وضمان استمرار احيائنا لها، فالأساس موجود وليس عليك إلا الرغبة والاجتهاد”.

وكتبت بهية قائلة “لذلك اخترت اليوم الكتابة عنك يا حبيبي بلغة عشقك ..فأعذر هفواتي وتسرعي وجرأتي …وهذا يجعلني في حيرة من الامر في اختيار نمط الكتابة عنك و في رثائك…ورحيلك صعب علينا جميعا لعلاقتنا الوطيدة، نحتار عندما نرثي شخصاً مثلك و في مكانتك، ما بين الكتابة الذاتية او الثقافية او الاجتماعية او الدينية او السيرة الشخصية او الصفة الانسانية اوالمواقف التاريخية او العلاقة الاسرية بين الكاتب والمكتوب عنه، وهنا يضطر الكثير من الراثين للاخذ ببعض من هذه الأنماط مجتمعة في اغلب الاحيان كإشارات او استعراضها معا كعناوين للمضمون الكتابي لأجل شمولية المعنى وهروبا من إدانة الذات اللوامة في المواقف الحزينة الهامة .. وهو ما لجأت له هنا كون الفقد عندي اكبر من الرثاء”.

وأضافت الاعلامية ذاتها “أسوق هذا الكلام توضيحا لكل من سيقرؤنا من اسرة و اصدقاء والتماسا للعذر منهم ان كان فيما كتبت هنا تشتت وعدم ترابط في المعنى والمضمون، اذ أنني هنا كمن يرثي حاله وحياته وهو رثاء لا يمكن ان يجيده كاتب مهما أوتي من براعة كتابية نظرا لخصوصية الحالة التي انا بصددها .. ولهذا أقول انني في يوم الإثنين الماضي 8 مارس 2021، فقدت خالي العزيز الدكتور مولاي رشيد السباعي البكاري حيث انتقل الى جوار ربه، أسأل الله له المغفرة والجنة .. آمين .. وبفقده أحسست بأن شيئا ما يعتلج في داخلي، لم اعرف كُـنهه، لكنه أحدث زلزالا في عقلي وداخل جسدي، لدرجة انني فقدت الكثير من التركيز الذهني بل وحتى العقلي”.

وأردفت الاعلامية بهية الغنية عن التعريف، التي تحدث أسوأ أنواع السرطان: “ما بيني وبين ابا محمد سالم -رحمه الله- علاقة من نوع خاص تختلف عن علاقة الخال بالابنة أو الابنة بالخال، فهو يراني هو وأنا أراه أنا، ولاغرو في ذلك فهو عرّابي للحياة والثقافة ومن خلاله هو ووالدي دخلت عالم السياسة و الثقافة و الاعلام حينما كانت السياسة نضال لا وجاهة او وصولية او تجارة وليس كما هي اليوم وجاهة بلا ثقافة، حيث كنت مبهورة مدفوعة بما كان يروي لي من علاقة بينه وبينه النضال وبين الدين المعتدل في تركيبة عجيبة تأثرت بها: ان تكون حاملا لفكر متنور وحداثي و اشتراكي، وان تكون عارفا بالله حافظا لكتابه معتما بأصول الفقه و مشجعا للتحلي بصفات دين الوسطية والاعتدال”.

وزادت المتحدثة ذاتها: “كنت مشجعا لطلب العلم والثقافة والادب وكنت عضوا نشيطا في النادي الادبي بمراكش تهب له من وقتك و افكارك و مالك، سياسيا ثابت المواقف، مناضلا من اجل الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية محبا لله و للوطن ووفيا لثوابته ووحدته لتجمع توليفة النضال بنبل و بأخلاق دون استعمال الدين في السياسة بل الاخلاق و النبل في ممارستها. ولهذا فهو على الرغم من تقصيري معه في بعض المرات معه وبعد المسافة عندما كنت في امريكا او غيرها وتباعد الالتقاء بيننا إلا انه المبادر دائما بالود والعفو عني والابتسام لي حينما أهاتفه او التقيه وأهم في شرح أسبابي التي أراها قد تعفيني من اللوم ، فيبادرني هو بالسماح الأبوي الذي هو أهله وينقلني معه من الانكسار الذاتي الى السمو الوجداني الذي يسبغه علي محبة وكلانا يعرف كُـنهها ومداها”.

وحكت بهية بنخار السكراتي، قائلة “لقد فتحت عيني على حبيبي مولاي رشيد في الثمانينات وكنت حينها طفلة لا تفقه شيئا من الحياة، لكن وقع كلمة الخال عندي حينها كانت تعني لي الشيء الكثير .. واذكر وقتها انني كمن يريد ان يصرخ ليعلن للملأ، أن لدي أخوال من طينة أخوالي الثلات.. أما ماذا تعني كلمة الخال فلم اكن اعرف .. ثم عرفته -رحمه الله- أكثر بعد ان صرت إمرأة مستقلة تريد شق دربها في المجتمع و السياسية و النضال و الاعلام، وقد نقلني نقلة حياتية غير عادية وتوجيه خاص جدا، عندما قررت الاندماج مع حزب الاتحاد الاشتراكي، بعد ان ترعرعت في بيت يساري و بعد ان قرر ابي الابتعاد عن العمل الحزبي بعد انصهار تجربة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وقبله المنظمة التي فتحت عيني في مقراتها وشربت النضال و الفكر اليساري و الحداثي في اجتماعاتها في اواخر الثمانينات و بدايات التسعينات، و بعد التحاقي بالاتحاد  في بداية العقد الماضي، لأنني آمنت بالفكرة واعجبت بمواقفه”.

“لكن بعد التحاقي و رغبتي في النضال من الواجهة”، تضيف بهية “حوربت من بعض الكراسي القديمة التي تؤمن بفكرة الطابور وليس بفكرة الكفاءة والمستوى الفكري والسياسي و القوة على القيادة السياسية، حتى و ان كنا في ريعان الشباب، لاننا لم نأتي من فراغ بل أرغمنا من جهة الوالد و الوالدة على فكرة خدمة الوطن…ورغم ذلك التحقت وباستطاعتي في المؤتمر الثامن، ان اصبح عضوا في اللجنة الادارية للحزب ثم الاتحاد بالكتابة الاقليمية رفقة اناسا آمنوا بي رغم رفض البعض لفكرة تحملي بعض المسؤوليات، التي لم استطع ممارستها كما يجب، بسبب التضييق الذي لا داعي لذكر تفاصيله الان، لانني لا احتفل اليوم الا بالايجابي من التجربة وبعلاقات انسانية رائعة تجاوزت كل شيء”.

وأشارت بهية الى أن “سخرية القدر ارادت ان ينسحب من الحزب الذي التحقت به تلبية لرغبته، حتى و ان خالفت والدي، الذي كان ضد فكرة الاندماج…فوجدت في حبيبي/خالي سنداً كبيرا لي وقت المحن والاحساس بالخذلان، فكان الموجه والمؤطر والداعم، وهذا ديدنه -رحمه الله- مع الرجال عامة، لان ذلك الفعل بالنسبة له مرحلة من منطلق رجولته، وطيب اصله مع الناس، فكيف لا تكون مع ابنة قلبه..كان يحترم اختلاف مواقفنا و قول لي، اريدك ان تختاري وتتحملي مسؤولية اختيارك لتتعلمي وتنضجي سياسيا في ما يليق بجيلك وافكارك وقناعاتك…حتى فهمت قصده  واعتذرت وشكرته، لافهم ان نضالي وما يليق بي لم يكن تحت يافطة حزب بل تحت يافطة الوطن!”.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة