الرحلة إلى “جبل ألبان” سفر بطعم خاص، يفترض بالضرورة قطع مئات الكيلومترات، لكنها تستوجب أيضا الاصطدام أيضا بمئات من مشاهد المعاناة و”الحكرة” والإهانة وانتهاك كرامة الانسان. ليس في هذا الوصف أي مغالاة، والسفر وحده من الرباط إلى إمضير عبر مراكش والعشرات من قرى المغرب العميق، يكفي ليرسم صورة المغرب المنسي، فمرحبا بكم في هذه الرحلة القاسية. هو سفر من حيث المكان، لكنه أيضا سفر عبر الزمان، وكأنها عودة إلى الماضي في كبسولة الزمن، ليس في فيلم من الخيال العلمي لكن في واقع لازال يتمنع على الزوال.. كل شيء بدأ من الرباط، والعاصمة الإدارية للبلاد تعطي إشارة الضوء الأخضر لانطلاق أكبر قافلة إلى أكبر منجم للفضة بمشاركة السياسيين والحقوقيية والجمعويين، والرغبة الملحة في الوصول بسرعة إلى إمضير للتأكد من حقيقة صيحات المتعبين والمهمشين بجبل “ألبان”، تفترض الصبر الأكبر، فالمسافة طويلة، وصور المآسي المتناثرة في عوالم أخرى بعد البيضاء ومراكش والرباط، ابتداء من قرى تيشكا التي ما تزال تقتل في القرن الواحد والعشرين، إلى الدواوير الفقيرة بجبال ورزازات ثم سكورة وبومالن دادس وتنغير… لكن يوم السبت الموافق للعاشر من الشهر الجاري يحل، وتصل القافلة إلى إمضير، فنتنفس الصعداء. لا تنسوا إمضير، لكن لا تنسوا أيضا جبال ألبان، لماذا؟ تابعوا.