أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أمام اللجنة الـ24 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن التنمية السوسيو-اقتصادية، هي حق غير قابل للتصرف في الصحراء المغربية.
وشدد هلال، أمام هذه اللجنة، على أن المادة الأولى من إعلان الأمم المتحدة حول الحق في التنمية ينص على أن “الحق في التنمية حق من حقوق الإنسان غير قابل للتصرف”، مضيفا أن هذا الحق مشروع وأساسي لكل إنسان.
وسجل أن الأمم المتحدة “لا تشترط على أن التمتع بهذا الحق يرتبط بأي وضع أو حل سياسي أو موقع جغرافي”، مؤكدا على أن “هذا الحق لا يجب أن يكون بأي حال من الأحوال رهينا بنزاع إقليمي، وألا يكون مرتبطا بعملية تسوية سياسية، وألا يكون ضحية لمناورات جماعة انفصالية مسلحة”.
وتابع السيد هلال “وإدراكا منه لمسؤوليته تجاه جميع مواطنيه، فقد بذل المغرب جهودا جبارة لضمان التنمية السوسيو-اقتصادية والتمكين السياسي لأقاليمه الجنوبية”، موضحا أنه “بفضل تبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أصبحت الصحراء المغربية نموذجا للتنمية السوسيو-اقتصادية في منطقتها وإفريقيا، لا سيما منذ إطلاق النموذج التنموي الجديد، سنة 2015، بميزانية تزيد عن 8 مليارات دولار”.
وفي هذا الصدد، أكد السفير لأعضاء اللجنة أنه “بأكثر من 600 مشروع هيكلي، جعلت الاستراتيجية التنموية للمغرب في صحرائه، من الأقاليم الجنوبية محركا حقيقيا للتنمية المحلية والإقليمية والقارية”، موضحا أن هذا التطور ”يشمل بشكل خاص البنية التحتية الطرقية والبحرية والصحية، والأقطاب الصناعية، والتنمية الفلاحية والسياحة الإيكولوجية، والنهوض بالبحث والتكوين، وبالمعرفة بشكل عام، كما يشمل على مشاريع التنمية البشرية، وميناء الداخلة الأطلسي، ومحطات إنتاج الطاقة الريحية، ومحطة لتحلية مياه البحر للري، ومشروع الطريق السريع تزنيت-العيون-الداخلة”.
وأضاف أنه من خلال الرهان على الطاقة الشمسية، تمكنت الأقاليم الجنوبية للمملكة من تعزيز دينامية النمو المستدام عبر التعبئة المشتركة للدولة والمؤسسات العمومية والخاصة في المنطقة، مسجلا أنه “بالإضافة إلى ذلك، فإن المواطنين المنحدرين من الصحراء هم الذين ي ديرون شؤون هذه المنطقة من المغرب، بما يتماشى مع حقهم في التنمية”. وفي هذا الصدد، سلط السيد هلال الضوء على مشاركة نائبين من الأقاليم الجنوبية في هذه الدورة السنوية من اللجنة الـ24، كما هو الحال منذ 2018، وهما نائبة رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، السيدة غالا باهية، ونائب رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، السيد محمد أبا.
وأوضح أنه “تم انتخاب الممثلين الموجودين معنا اليوم بشكل ديمقراطي من قبل إخوانهم وأخواتهم، وقصصهم هي شهادة حية على عملهم الدؤوب في الميدان من أجل ضمان تنمية منطقتهم”. من جهة أخرى، سجل السفير الممثل الدائم للمغرب أنه “عقب عرقلة المليشيات الانفصالية المسلحة التابعة لـ +البوليساريو+ لأكثر من ثلاثة أسابيع لمعبر الكركرات، بين حدود المغرب وموريتانيا، قامت المملكة يوم 13 نونبر 2020 بعملية ذات طابع هندسي مدني أعادت بموجبها، وبشكل نهائي، حرية تنقل الأشخاص والبضائع في هذا الممر”.
وقال السيد هلال “أود بهذه المناسبة، أن أجدد التأكيد لميليشيات +البوليساريو+، التي تتصرف مثل قطاع الطرق، أنه لن تطأ أقدامهم هذا الجزء من الصحراء المغربية مرة أخرى”، مسجلا أن هذا العمل السلمي الذي قام به المغرب، والذي مكن من فتح الممر الذي يربط المغرب بموريتانيا وبقية إفريقيا بشكل نهائي، لقي ترحيبا واسعا من قبل سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة، والعديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
وفي ما يخص جائحة كوفيد-19، لفت الدبلوماسي المغربي انتباه أعضاء اللجنة إلى أن “المغرب اتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء انتشار الفيروس في جميع المدن، بما في ذلك الصحراء المغربية. وبالتالي، فإن الأقاليم الجنوبية لديها واحدة من أقل معدلات الإصابة على الصعيد الوطني”.