[youtube_old_embed]qPpbJO6RTZw[/youtube_old_embed]
قطّع الهمة، خبّي راسك يا بنكيران. بنكيران ادخل على اليسار. الهمة زِيد قرَّب من نبيل»… صوت نسائي صاخب يأمر حاملي دميتي رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ومستشار الملك فؤاد عالي الهمة بإتقان وإجادة الخطوات. لكن، ما العمل؟ فدمية بنكيران ودمية فؤاد عالي الهمة لا تلتقيان أبدا، هكذا تبدوان في الكثير من المحطات، خلف الأستوديو وفي الكواليس، وكأنهما تعكسان جزءا من الواقع! اتصلت «فبراير.كوم» بإدارة قناة نسمة لحضور كواليس برنامجها «ليغينيول»، الذي ولجت كواليسه منذ أيام معدودة دمية فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك محمد السادس، بعد أن سبقتها إلى هناك دمية عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة. بشارع محمد الخامس بالعاصمة تونس، كنا على موعد مع إدارة قناة نسمة التي سيج بابها الرئيسي بالأسلاك الحديدية، شأنها في ذلك شأن كل المؤسسات العمومية، مع فارق بسيط أن القناة الخاصة كانت موضوع حراسة أمنية مشددة، من فرط ما أثير اسمها في أكثر من حادث سير، لعل أبرزها عرض شريط «بيرسي بوليس» الذي اعتذرت إدارة القناة عن عرضه. ومن شارع محمد الخامس وسط العاصمة، قطعنا 24 كيلومترا، حيث يقع مقر استوديوهات قناة نسمة في مكان معزول وهادئ. وراء الكواليس نكتشف كيف تصنع الفرجة السياسية والسخرية من الفعل السياسي في عز الحراك العربي. رئيس الحكومة ومستشار الملك:خطان متوازيان «شكون شَاد بنكيران؟ تخبّا، حط الكاغول، الهمة تبدا انتيَّا، الهمة طايح على يسارك، مينجمش يتخبَّا، إذن نغير الوضع…» وسرعان ما يعود المشهد إلى الدرجة الصفر: «نقطعو، يلاه «كوبي» سنعيد المشهد»! «لكن، علاش؟»، يتساءل مساعد مخرج البرنامج بصوت متذمر، فيرد الصوت النسائي بعصبية: «متشوفش. بنكيران كيف عامل هاكا»؟ «مالو؟» يسأل المخرج، فترد: «معوَّج بنكيران»!… هذا الحوار الذي صيغ في شكل نكتة هو اختزال لأحداث وفترات ضغط قصوى تمر على حاملي الأقنعة السوداء وكأنها جحيم. خلف دمية بنكيران أو دمية راشد الغنوشي يوجد مقنّع يرتدي السواد، ويضع بلمسة فنية يديه في قفازي الدمية، وهي عبارة عن النصف العلوي للشخصية موضوع التجسيد. أهم ما يميز الدمية أن الخيط الرابط بين يديها يحرك عينيها لتوهم مشاهدها بأنها شخصية تتحرك وتتفاعل مع مخاطبها.