حرائق الغابات تلتهم الجزائر ..17 ولاية في مهب النيران

اتلهمت حرائق الجزائر 65 شخصاً بينهم 28 عسكرياً، وتواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية مدعومة بقوات من الجيش الجزائري ومتطوعين، الأربعاء، إخماد حرائق الغابات التي اجتاحت شمالي البلاد، لاسيما منطقة القبائل .

وقال متحدث الحماية المدنية النقيب نسيم برناوي لتليفزيون «الشروق»، صباح الأربعاء: «عدد الحرائق التي لا تزال مشتعلة يبلغ 69 في 17 ولاية، منها 24 حريقاً في تيزي وزو وحدها»، محذراً من أن «الرياح التي تهب حالياً يمكن أن تزيد انتشار الحرائق».

حرائق الغابات تعبث بساحل المتوسط شرقًا وغربًا

ورغم المآلات الكارثية لحرائق الغابات في الجزائر الشقيق إلا أنها ليست الأولى في مواجهة شبح التغيرات المناخية، فوفق تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، اليوم، دمرت الحرائق الناجمة عن التغيرات المناخية عشرات الآلاف من الهكتارات من الغابات لدى مساحات شاسعة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في الأسابيع القليلة الماضية وسقط ثمان قتلى على أقل تقدير في الجنوب الغربي لتركيا حيث تركزت حرائق الغابات هناك. فيما قضى 42 شخصاً نحبهم على الأقل جراء الحرائق التي اجتاحت شمال الجزائر، منذ أمس الأول، لا سيما في منطقة القبائل.

وفي اليونان، ووفق ما صرح به رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، اندلع نحو 586 حريقاً الأسبوع الماضي في جميع أنحاء البلاد.

كذلك هددت الحرائق مناطق متفرقة في أنحاء إيطاليا، وكادت تطيح بالعديد من الحدائق والمتنزهات كبيرة؛ إذ توقعت إدارة الحماية المدنية في كل من صقلية وسردينيا زيادة مخاطر الحرائق في أجزاء كبيرة من الجزيرتين، ما دفع حاكم سردينيا كريستيان سوليناس إلى وصف الأمر بأنه «كارثة غير مسبوقة».

إلى هذا وتعرضت ولاية بنزرت التونسية لحريق غابات، يوم الاثنين وسط هبوب رياح عاتية وتصاعد مضطرد درجات الحرارة التي لامست 122 فهرنهايت (أي ما يعادل 50 درجة مئوية).

كذلك خيم شبح حرائق الغابات على المغرب في يوليو الماضي، ملتهمًا 1200 هاكتار من مساحتها على أقل تقدير بحسبما أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط.

ما سبب تفاقم الحرائق؟

وفق ما أوردته صحيفة «اندبندنت» البريطانية، يُرجع بعض العلماء السبب في نشوب الحرائق لدى سواحل المتوسط إلى أن وجود جسم مائي بين ثلاث كتل من اليابسة مما يجعله الأكثر عرضة للتغيرات المناخية.

ونقلت «اندبندنت» عن ألكسندر تويل، الباحث في معهد«ماساتشوستس» للتكنولوجيا قوله إن «ما يميز منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​عن المناطق الأخرى في الأساس هي الجغرافيا؛ فهو بحر عملاق محاط بثلاث قارات (أوروبا، وأفريقيا، وآسيا)، وهو أمر لا غير موجود في أي مكان آخر في العالم».

كذلك ترى إيريم دالوجلو سيتينكايا، عالمة البيئة في جامعة بوجازيتشي التركية، ومقرها إسطنبول أن «السبب وراء حرائق الغابات ليس قاصرًا على التغيرات في المناخ» لافتة إلى أن «الاستخدام غير المنضبط للأراضي يعد أحد أهم أسباب حرائق الغابات».

وأوضحت سيتينكايا أن حرائق الغابات ناجمة عن تراكم الكثير من النفايات، والزحف العمراني على حساب الأراضي الزراعية، وهي عوامل بيئية ينتج عنها الكثير من المواد الجافة والهشة القابلة للاشتعال، كتلك الناتجة عن قطع الأشجار».

ماذا عن مستقبل الحرائق؟

وفق توقعات، البروفيسور، ليفينت كورماز، رئيس مركز تغير المناخ ودراسات السياسات بجامعة «بوجازيتشي» التركية من المرجح أن تتفاقم أزمة التغيرات المناخية في المستقبل لافتًا إلى أن «المناخ سيكون أكثر ميلًا إلى أن يكون صحراوياً في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط ​​بحلول نهاية القرن».

ويرجح باحث المناخ بجامعة كاليفورنيا، جوكسي سينكان، أن «هناك اتجاهات مقلقة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ​​من حيث الجفاف الذي يتصاعد يومًا تلو الآخر، فضلًا عن ارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة بشكل ملحوظ ومثير للقلق».

الأزمة قد تتسبب في محو دول بأكملها

إلى هذا يحذر العلماء من أن عدم تحرك الحكومات للتصدي بقوة لبعض التغيرات المناخية الكارثية التي تسبب الحرائق سيؤدي إلى أزمة قد تتسبب في محو مناطق ودول بأكملها.