غير بعيد عن الترقب الذي يُبديه المغاربة حالياً لمعرفة اخر الترتيبات الحكومية وأخر مستجدات المفاوضات، وبالقرب من شارع “جان جوريس” في حي الليمون، قريبا من المؤسسة التعليمية الخاصة ” بذر “، يقع بيت رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران. المكان يشوبه الهدوء الذي يسبق العاصفة، قبل الافطار بدقائق وفي شارع شبه مقطوع إلا من رجال أمن بلباس رسمي وآخرين بلباس مدني، منزل لا يوحي مظهره الخارجي بأنه إقامة رئيس حكومة المغرب، والذي اهداه له والد زوجته وبنت عمه، نبيلة بن كيران، بمناسبة حفل زواجهما، غير ان الامر لا يعدو ان يكون مجرد وقت لا غير. قبل الافطار ربع ساعة على الافطار متسولون، افراد وجماعات، تظهر على محياهم وهيأتهم علامات الفقر والهشاشة، يقبلون من جهات مختلفة خوفا من اعين رجال الأمن المتربصة بهم. وبجانب سور عالي تؤثته اشجار غير متناسقة، يقف صف من النساء والرجال حاملين اظرفة صفراء مخبئة بعناية، يترقبون أي علامة من علامات قدوم رئيس الحكومة، او ان يفتح باب ” الفيلا” حتى تراهم يخرجون الأظرفة في تردد وهم يتزاحمون فيما بينهم بالتدافع الذي قد يصل حد التلاسن. مراد احد الشهود عيان اكد لـ”فبراير.كوم”، ان الاجراءات الامنية تشددت بعد الاقتحامات المتتالية للأطر العليا المعطلة لانهم، يقول بن كيران : ” حشومة على المعطلين الواليدة امراة كبيرة وهوما كيصدعوها” وان عدد الحراس الخاصين في تزايد مستمر يفحصون المارة بعيونهم التائهة، ويصدون المساكين الذين يلجؤون إليه من أجل الحصول على حبة دواء أو كسرة رغيف. بعد الافطار ساعة بعد الإفطار. اجواء اخرى تسود المكان، ظلام خفيف، وحركية ما بعد الإفطار سريعة. شرطي المرور الذي يقف بجانب اشارة التشوير يتابع بحذر شديد. ورجال امن بزي مدني يقفون قرب سيارة القوات المساعدة التي يتناوب رجالها على المكان. وغير بعيد عن بيت بنكيران بـ 200 متر، تقع نقابة الاتحاد المغربي للشغل، حيث صادف تواجد “فبراير.كوم” مع وقفة احتجاجية للتوجه النقابي ألديمقراطي، جناح “عبد الحميد امين” المطرود من النقابة بعد المؤتمر العاشر، التي حج اليها شباب من حركة 20 فبراير ونقابين وجمعوين. اعينهم مصوبة على منزل بنكيران وقد علق احد الشباب 20 فبراير قائلا: ” للاسف مازلت نفس الاساليب تتكرر، تميز فاضح بين الفقراء الأغنياء، وتكريس لسياسة الاستبداد والفساد، بغطاء الاسلام والتأسلم، وهذا ما يؤكده استمرار الحكومة في سياسة صد الاذان تجاه مطالب الحركة. ساعة اخرى، تغيرت فيها، المظاهر المحيلة على الهدوء، حضور امني مكثف، افراد بالزي المدني في صفوف متراصة، تنتظر اشارة التدخل، التي لم تتأخر، تشتيت وتفريق المتظاهرين القادمين من امام منزل بنكيران ومصادرة اللافتات ومكبر الصوت ومطاردة المحتجين في الازقة والشوارع، ليختم يوم حافل بالأحدات والمواقف المتناقضة والمتقاطعة، لا تختلف عن الاجواء العامة التي تسود المشهد السياسي المغربي.
مواضيع ذات صلة
-
16 فبراير 2023 - 11:42 “تحقيق” يورط شركة إسرائيلية في التأثير على الانتخابات بالمغرب
-
02 يناير 2022 - 14:40 وأخيرا حفار قبور يكشف حقيقة صوت اعتقدوا انه لميت دفن حيا في مقبرة الرضوان بالقنيطرة
-
08 فبراير 2021 - 13:40 معطيات جديدة قد تسفر عن تغيير استراتيجية التلقيح بالمغرب
-
07 فبراير 2021 - 20:00 سلا.. “مدينة النوم” حيث لا ينام الإجرام رغم مجهودات رجال الحموشي
-
04 فبراير 2021 - 13:20 حقائق صادمة.. “أيادي خفية” وراء تصاعد كراهية المهاجرين بإسبانيا
-
17 نوفمبر 2020 - 11:40 تحقيق: مصحات خاصة نصبت على مرضى كوفيد 19 في المغرب