الرئيسية / قصاصات / الابراهيمي: كيف نقنع مغاربة بالجرعة بعدما فشلنا في اقناع غير الملقحين؟!

الابراهيمي: كيف نقنع مغاربة بالجرعة بعدما فشلنا في اقناع غير الملقحين؟!

الابراهيمي عضو اللجنة العلمية
قصاصات
فبراير.كوم 03 أكتوبر 2021 - 17:40
A+ / A-

قال عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، ”  تساؤلي هو كيف سنقنع المغاربة بالتلقيح بالجرعة الثالثة و قد فشلنا في إقناع الآلاف من المغاربة للتلقيح بالجرعة الأولى و الثانية؟”

وأضاف الإبراهيمي، في تدوينة فيسبوكية “في البداية يجب أن أعترف بأن غير الملقحين المغاربة ليسوا أبدا بجاهلين ولا أنانيين بل هم فقط مترددون في اتخاذ القرارات الطبية لأن هذه الخيارات غالبًا ما تكون معقدة و تمسنا في وجودنا و كينونتنا، و بأني أؤمن إيمانا راسخا بثقافة الاختلاف وبأنها ليست بالضرورة ظاهرة غير سليمة، لأن الإجماع ليس حتما ظاهرة صحية، والنقد في كثير من الأحيان أجدى وأنفع”.

وتابع قائلا “يجب أن نقر أن غير الملقحين مواطنون سواسية كالملقحين في حب الله والوطن والملك. وبأن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يترددون في تلقي اللقاح لا يلتزمون بقضية معادية للعلم وليس لديهم أجندة خفية سياسية ولا مؤامرتي”.

وزاد قائلا “ولكنهم ببساطة مترددين في اختيارهم لأخذ الحقنة من عدمه،  وأن كورونا كانت فاجعة أتت بإكراهات لا تنتهي وزادت من تدافعاتنا السابقة بشحنة نفسية قاصمة، وبما أننا نعيش في حالة استعجالية ونفسية متدهورة  يصعب التواصل بيننا مما جعلنا، نحن ذوي الاختصاص، لا نوفق في إقناعهم بالتلقيح، فيا ترى ما أسباب هذا الإخفاق، وعلاش مقدرناش نتواصلوا معكم بسهولة”.

وتابع قائلا “عموما يفشل الشخص في التواصل عندما يكون الموضوع شائكا، أو المخَاطِب غير متمكن من أدوات التواصل أو يجهل هوية المخَاطَب الذي يحاول التواصل معه فما بالك إذا كانت كل هاته المعيقات مجتمعة، وهذا هو واقع حال التواصل اللقاحي كما سأفصله”.

وسجل الإبراهيمي أن  بيداغوجية التواصل الصحي تعتبر من أصعب البيداغوجيات الموجهة إلى الساكنة العامة، فبالفعل يمكنك أن تناقش وبسلاسة ميادين متعددة كالرياضة والسياسة والفن، ويصعب هذا كلما تعلق الأمر بالأمور الصحية والطبية لأنها تعتمد في تبيانها على كثير من المعطيات الفنية والتقنية. وهنا تلعب الثقة دورا كبيرا بين المخَاطِب و المخَاطَب، لأننا نتكلم عن صحة الإنسان ووجوده كمخلوق بشري، وهذه ثقافة جديدة نؤسس لها من خلال تبسيط المعطيات وتتطلب منك كمختص التواضع بأفكارك لإيصالها للجمهور العريض و حتى يتفهمك و يهضمها المواطن العادي، و للأسف فهذا التسويق الاجتماعي التحسيسي يتطلب مهارات لا يكتسبها كل أصحاب الاختصاص ومدبري الأمر العمومي، وهنا يجب أن نعترف”.

ومضى يقول “بالفعل لا يمكن إقناع الناس إلا بفتح قنوات النقاش، واستعمال طرق تواصلية ناجعة، وليس فقط ببيانات للوزارة الوصية. لم يؤثث لها من قبل وغالبا ما تفتح الباب على مصراعيه لتأويلات متعددة ومتناقضة، ولا سيما أن البعض يرى اللقاح كإكراه، ونحن نعرف أن الفرد يكره الإكراه ويطلب ويطالب بالشفافية والأرقام  والمعطيات قبل قبول أي قرار فوقي. أتفق معكم بأن إصدار بلاغ دون مقدمات لا يمكن اعتباره تواصلا بالمرة، ولا سيما إذا لم يكن دقيقا ولم يؤسس له مسبقا، غالبا ما يأتي بعد ذلك بلاغ لرفع اللبس، الذي غالبا ما يزيد من اللبس فنفقد بهذا التواصل الملتبس بعضا من مصداقيتنا ومن ثقة العامة فينا وحلها يا من وحلتيها بعد ذلك، ومما زاد الأمر عسرا، أن هذه المؤسسات غير متمكنة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة”.

وأكد الإبراهيمي أنه “بجانب الوباء، يحارب”وباءً معلوماتيًا” شرسا على الأنترنيت، مضيفا بالقول “لم يكن لكل المشككين أثر لو لم توجد منصات التواصل الاجتماعي،  فقد أصبح بإمكان أي شخص أن يعطي لنفسه صفة خبير و يذهب في الاتجاه المعاكس، فيربح متعاطفين ويبني قاعدة جماهرية تعتمد دائما على نفس الوصفة، نمزج بين “بعض الحقائق وبعض من الخوف والتكهنات والشائعات”ونطبخها على نار من “الشكوك المستمرة والفجوات المعرفية”، ونكثر من بهارات ” انعدام اليقين والخوف من المجهول”، و النتيجة انتشار المعلومات المضللة بشكل أسرع من العدوى، فالكذبة يمكن أن تنتشر حول العالم بينما الحقيقة تلبس حذائها، وبالتالي خلق حالة من عدم الثقة والارتباك بشكل عام”.

وصنف الإبراهيمي المترددين إلى فئات عدة حسب خلفياتها، فهناك فئة لها  التخوف الاستباقي: وهي تمس الأشخاص اللذين يخافون من كل شيء جديد، تخيفهم كل الأمور الجديدة والغير المفهومة أو التي يصعب استيعابها بسهولة هؤلاء يطرحون كثيرا من علامات الاستفهام، والتي تبصم و تؤثر على نفسيتهم، وتخلق عندهم جدلية كبيرة، وتولد عندهم بالتالي فعل المقاومة، وخير مثال على ذلك، ما خلفه لدى جدودنا، اكتشاف “عود الريح” و السيارات بالمحركات و التلفزيون و الراديو، وما خلقه من رعب وردة فعل متشنجة لديهم و ها نحن اليوم لا أحد يشكك في السيارة ومنفعتها، وبكونها لا تشكل أي خطرعلى العامة”.

ثم فئة طابع الاضطهادية، يضيف الأبراهيمي، “هؤلاء الناس بطبيعتهم ضد كل شيء  ضد الدولة لأنها ضدهم، ضد الادارة، ضد صناع القرار لأنهم ضدهم، بالدارجة “منويين”، لديهم مشكل ثقة مع الجميع، فهم ضد كل شيء، حتى اللقاح اللي كتقولو الدولة،  وغير جاو وعطاوه فابور، وعلاش زعما فابور””، وفئة  النقص الحاد في النقد، وهؤلاء الناس يستهلكون المعلومات بشراهة أيا كانت خاطئة أم صحيحة جميع المعلومات و كل المعلومات، وبما أن الحس النقدي متدني لديهم ف”مكيدوروهاش فراسم”، وإذا أضفنا إلى هذا النقص المتأصل، النقص المعرفي بميدان اللقاحات والنقص في تفهم المعلومة العلمية. فحتما فإنهم سيترددون

ووأضاف من بين هذه الفئات فئة لها خلفيات إيديولوجية، و نرى هذا كثيرا مع السياسيين، والذين ينظرون إلى المسألة بمنطق الربح السياسي، فاليمين المتطرف مثلا في الغرب تبنى جميع النظريات التشكيكية، وفي المغرب، رانتوما عارفين شكون

وختم قائلا ” أظن أن التواصل هو أهم من اللقاح و الدواء في زمن الأزمة الصحية، و رغم كل هذه التحديات، فلن نتوان ونقعد عن التواصل مع الملقحين وغير الملقحين بحول الله، لأننا محتاجون لبعضنا البعض من أجل الخروج من هذه الأزمة، فرغم اختلافنا المؤقت و إلى حين حول موضوع اللقاح، فكل شيء يوحدنا حب الخير لهذا البلد، المصلحة العامة للوطن،  العودة للحياة الطبيعية بسرعة، والتقليل من الخسائر البشرية، إن الصحة الجيدة دون رغيف الخبز “ليست بصحة”… كلنا نرنو لعيش كريم كمغاربة… في مغرب أفضل”.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة