تصاعدت في الآونة الأخيرة في أبرز منشورات ومقالات الصحف الإسبانية وكذا تصريحات الدبلوماسيين الإسبان، حدة الخطاب الموجه حول المغرب، خاصة بعد صدور قرار المحكمة الأوروبية القاضي بإلغاء اتفاقية الفلاحة والصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بما يوحي بأن المصالحة الدبلوماسية المغربية الإسبانية ربما وصلت لمرحلة الركود.
وصرح خافيير روبيريز دبلوماسي وسفير إسباني بالولايات المتحدة الأمريكية، قائلا إن “الإدعاء أن المغرب بلد صديق وشقيق هو كلام لا أساس له من الصحة”.
وأضاف المتحدث في كلمة ألقاها ضمن مؤتمر نظمه الحزب الشعبي الإسباني المعارض، أن المغرب “بلد جار صعب ومعقد ومصالحنا تتضارب مع مصالحه وبالتالي فهو ليس بلدا صديقا”.
وزاد الدبلوماسي السابق قائلا إن “الجار الجنوبي لإسبانيا حاول غزونا 3 مرات”، في المسيرة الخضراء وأحداث جزيرة ليلى 2002 وثالثهما ماي الماضي حينما سمح المغرب على حد قوله بالسماح لآلاف المهاجرين السريين بالدخول إلى سبتة المحتلة.
هذا النوع من الخطاب الحاد لوحظ أيضا في ادعاءات صحف إسبانية كموقعي ” ABC” و ” لا فانجوارديا”، اللذان زعما أن السلطات المغربية طردت محاميين وطبيبة إسبان من الصحراء المغربية، رغم كونهما قادمين بإيعاز من الأمم المتحدة، لمساعدة “ناشطة” صحراوية.
واستمرت لهجة الخطاب الحاد بالارتفاع، حين وصفت الجريدتان الصحراء المغربية بالمحتلة، ليس هذا وحسب، بل قالت إن “إسبانيا هي القوة الإدارية والمسؤولة هما يحدث في الصحراء المغربية حسب قرارات الأمم المتحدة”.
وفي مقال يمكن أن يوصف بالعنيف، ذكرت صحيفة “دياريو 16” الإسبانية كذلك في ما يمكن وصفه بجهل بالتاريخ والحاضر معا، أن “المملكة العلوية تسعى إلى إخفاء مشاكلها عبر مهاجمة جارتها الشمالية، ومحاولة توسيع إمبراطوريتها عبر ضم مناطق كانت أو هي مناطق إسبانية”.
وشكك المقال الإسباني في عرض المغرب الساعي لتحقيق المصالحة والعودة للعلاقات الدبلوماسية العادية بين البلدين، وزعم كاتب المقال أن إسبانيا “لن تعترف أبدا بمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وأنها لن تحيد عن مقترح الاستفتاء” على حد تعبيره.
