منذ الصبيحة بدأت الحافلات تصل تباعا إلى قلب الدار البيضاء، كل منها اتخد مكانا لها في الأزقة والشوارع المؤدية إلى ساحة النصر، حيث نصبت منصة لإلقاء الكلمات، ومنها أيضا كان منتظرا أن تنطلق المسيرة. وفود عديدة حجت إلى عين المكان من أقاصي المغرب العميق من أرفود وورززات وصفرو وكلميم ومدن سطات وطنجة وفاس. الكل جند للمشاركة في المسيرة التي قدر لها المنظمون ان تجمع أزيد من 500 ألف مشارك، وإن كان العدد قد قارب نصفه في النهاية. ألوان صفراء ووردية علت في الساحة. شعارات النقابتان المنظمتان طغتا على الحضور مع لافتات رفعت ضد حكومة ابن كيران ومعها مجسم للثنين ورسم كاريكاتوري يتهم رئيس الحكومة بكثرة الكلام دون فائدة. كان رجال الوقاية المدنية في الموعد، أعدوا نافورات الماء للمشاركين ومعها سيارات الإسعاف لإنقاد أي منهم في حالة الإصابة بالإغماء ومعهم رجال شرطة المرور لتنظيم حركة السير بعد ان توقف مرور السيارات والحافلات في قلب الميتروبول الإقتصادي. كانت قيادات النقابات والأحزاب والفعاليات السياسية تصل تباعا إلى مقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، فيما تجمع مناظلو النقابة بالقرب من مقرها بالحي نفسه. بعد لساعة العاشرة خرجت القيادات من المقر، لتلتحق بساحة لنصر، هم كل من ابن سعيد أيت يدر ونوبير الأموي والعزوزي وفتح الله ولعلو وامحمد المالكي وحسن طارق والأشعري وعمر الزايدي والحريف والعزيز وأغماني ومجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية. بعد لحظة توقف القيادات أمام المنصة بساحة النصر، التحقت المقدمة بشارع رحال المسكيني لتنطلق المسيرة بخطوات مسرعة، لكن الاموي ومعه العزوزي لم يقدرا على مسايرة سرعة المسيرة وبدا عليهما الإجهاد بسبب التدافع، فاضطرا للتوقف في ساحة مرس السلطان بمقهي لا كونكور، لتواصل الكوكبة المسير في اتجاه شارع الحسن الثاني. اختفت مقدمة المسيرة، بعد أن اختفت بقية القيادات السياسية والنقابة بسبب أشعة الشمس الحارقة ولطول مسافة المسيرة، لكن الكوكبات كانت تلتحق تباعا، وبدأت المكروفونات تصدع بالشعار تلو الشعار ” بالوحدة والتضامن لي بغيناه يكون يكون” و” صامدون صامدون سي دي تي مناضلون” و” الشعب يريد وحدة نقابية” وغيرها . كانت الكوكبات قد تراصت حسب المناطق التي حضر كل منها لكن أخرى ضمت عمال شركات وأحياء سكنية، وبعدها مجموعات المعطلين وحركة 20 فبراير، كلها ترفع شعار ” بنكيران يامسؤول هادشي ماشي معقول”. كل ذلك على إيقاع الطبول. حوالي الثانية عشر والنصف بدأت الكوكبات تلتحق من جديد بساحة الإنطلاق بساحة النصر، ليعود المشاركون إلى لحافلات لتي أقلتهم من مدنهم، فيما افترق الآخرون على بقية الأزقة والشوارع للعودة من حيث أتوا بعد أن أوصلوا رسالتهم الجماعية أ المغاربة يريدون” الكرامة أولا”
مسيرة الكرامة بالدار البيضاء:"بنكيران يامسؤول هادشي ماشي معقول"
الوجه الاخر