قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إنه مطمئن لوضع الحزب، وذلك بعد الضجة التي تعرض لها خلال الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية للثامن من شتثنبر الماضي.
وأضاف ابن كيران، في كلمة أمام اللجنة الوطنية للحزب، أن كلمات أعضاء اللجنة بينت أن نتائج الحزب كانت قاسية وصعبة وأحدثت نكبة وانتكاسة، مشيرا إلى أن حزبه تصرف بطريقة راقية من خلال تحمل القيادة السابقة للحزب، بقيادة سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق للبيجيدي، مسؤوليتها من خلال تقديم استقالتها، رغم بعض الملاحظات حول هذه الاستقالة.
وأشاد بقرار القيادة السابقة من خلال تقديم استقالتها ونجاح الحزب في عقد مؤتمره الاسثتنائي، موضحا أن المؤتمر كان يمكنه ألا ينعقد.
وسجل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الحزب خرج من المؤتمر موحدا واختار قيادة جديدة، وانطلقت مسيرة الحزب، مضيفا أن القيادة تشتغل باستمرار.
وشدد ابن كيران أن هناك أمل لتجاوز هذه المرحلة، وأن أعضاء الحزب مازالوا متحمسين للعمل والاشتغال ويعقدون اجتماعاتهم باستمرار.
ودعا ابن كيران أعضاء حزب إلى نسيان ما مضى، والتفكير في هل يستطيع الحزب أن يخرج مشروعا جديدا لتجنب ما وقع، ليس فقط للعدالة والتنمية ولكن لجميع الاحزاب.
وأشار ابن كيران إلى أنه مستعد لتقبل خسارة حزبه، لكنه لم يستسغ فوز الأحزاب الأخرى، متسائلا بالقول “من 300 ألف صوت إلى 3 ملايين صوت، كي داروا ليها، في إشارة إلى حصول حزب التجمع الوطني للأحرار على 3 ملايين صوت خلال الانتخابات التي جرت في الثامن من شثتنبر.
وأوضح ابن كيران أن القيادة السابقة هي التي كان مخول لها الطعن في الانتخابات، لكن لم تفعل لتقديراتها، مؤكدا أنه لم يستسغ النتائج التي حصل عليها حزبه.
وأضاف ابن كيران أن حزب العدالة والتنمية حزب مسؤول يوجد أمامه المستقبل وما وقع صار من الماضي، مضيفا أنه أن لم يتواطئ مع أي كان داخل الحزب.
وأكد ابن كيران أن الحزب لن يقوم بأي حوار داخلي للتراشق بين أعضائه وأن الحزب سيستمر، وأن تجاوز المرحلة داخليا هي خوض معارك ضد الفساد والاستبداد.
وسجل ابن كيران أن العدالة والتنمية فكرة وروح موجودة في المجتمع وأعطى الدروس، ولم يتهم أي شخص واحد من أعضاء الحزب لم يمس درهما من المال العام.
وأفاد ابن كيران أن الحزب تعرض للمضايقات منذ انتخابات 1997، مشيرا إلى أن أعضاءه أيضا لهم نصيب فيما وقع للحزب خلال شثتنبر الماضي، من خلال “الكولسة” والتنازع على الترشيحات.
وأبرز ابن كيران أن عموم أعضاء الحزب لا تجمعهم المصالح، مشيرا إلى أنه رفض أن يلحق زوج ابنته بديوانه عندما كان رئيسا للحكومة، رغم أنه كان عاطلا عن العمل، وله مؤهلات للاشتغال بديوان رئاسة الحكومة.
وأكد ابن كيران أنه ابنته وزجها طلبا منه، من خلال رسالة مكتوبة أن يشتغل معه صهره في ديوان رئيس الحكومة، لكنه رفض، مضيفا أنه زوج ابنته غادر إلى ألمانيا للبحث عن عمل، وأنه كان يقضي ليلته بالمسجد وليس بالفندق، لأنه لا يتوفر على ما يؤدي به خدمات الفندق.
وأوضح ابن كيران أنه لم يتدخل إطلاقا لتشغيل صهره، إلى أن بحث بنفسه عن عمل بالمغرب، بعد أن عاد من ألمانيا، منتقدا ما قامت به أحزاب من خلال تثبيت مقربين من قياداتها في مراكز القرار ومناصب المسؤولية.
وعاد ابن كيران إلى ظروف وسياق نشأة الحركة الإسلامية بالمغرب وكيف أنهم كانوا لا يؤمنون بالدولة ولا بالانتخابات، ثم غيروا من قناعاتهم حتى دخلوا العمل السياسي، موضحا أن الحركة الاسلامية بالمغرب لا علاقة لها بجماعة الإخوان المسلمون بمصر.
وأوضح ابن كيران أن أصحاب المصالح كانوا بالحزب ولكنهم توارو إلى الخلف، ولم يفسدوا عامته، موضحا أن الانتكاسة الحقيقة كانت ستتجلى لو فاز الحزب بالانتخابات وغلب أصحاب الشهوات أصحاب العقول.
وسجل ابن كيران أن أعضاء الحزب لم يغادروه عندما فقد الحزب الوزارات وعدد من الجماعات الترابية، وأن الحزب سيواصل مسيرته باعتداله وبتشبثه بالملكية والمرجعية الإسلامية، ولكن سيغير من رؤيته الاستراتيجية.
وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الدولة ليست في حاجة فقط إلى أحزاب تناصرها وتواليها فقط في كل ما تفعل، ولكن بحاجة إلى أحزاب تناصرها وتواليها وتنصحها إذا كان ذلك واجبا وإلا سقطنا في الديكتاتورية.
وأكد ابن كيران أنه كان ضد الملكية البرلمانية وما زال متشبثا بذلك، بل وازداد يقينا بصوابية موقفه على حد تعبيره.
وأكد ابن كيران أنه لن يقبل بالمثلية وأن الحزب سيظل ضد المثليين وضد الحريات الفردية ومايسمى بالعلاقات الرضائية وأن الحزب لن يجتهد ليغير من قناعاته في هذا الموضوع، داعيا إلى تطبيق القانون في حق من يجاهر بعلاقاته الجنسية.
وعلاقة الحزب بالدولة جيدة، وهذا لا يعني أننا لم نختلف مع الدولة، وأن المغرب ليس دولة ديكتاتورية
وقال ابن كيران أن الحسن الثاني غضب عندما شاهد عدد الحرس الذي كان يؤمن له ملعب الغولف، مشيرا إلى الملك يحكم لأنه جاء بالتاريخ والبيعة والدين والدستور وليس الانتخابات.
وبخصوص المؤتمر الوطني العادي، قال ابن كيران إنه يجب أولا الوقوف على الحالة النفسية لإعضائه ووضعه التنظيمي، حتى يكون المؤتمر تتويجا لكل هذا.
وسجل ابن كيران أن الحديث عن تنظيم المؤتمر العادي، خلال الشهر الجاري، كلام غير معقول وعبثي، مشيرا إلى أن هناك إجماع على تجديد هياكل الحزب.
وأوضح ابن كيران أن مالية الحزب تضررت كثيرا، وذلك بعد تسوية عدد من الذين اشتغلوا مع الحزب، مشيرا إلى أن عددا منهم عادوا للاشتغال.
وأكد أن الحزب عليه أن ينهض أولا ويتجاوز وضعه الحالي ويعود لوضعه الطبيعي والاعتكاف على مناقشة الاشكالات السياسية الحقيقة التي تعرفها البلاد، وأنه أمام فرصة لإعادة بناء نفسه سياسيا.
وعاد ابم كيران إلى احتجاجات 2011 ، مؤكدا أن حزبه لم يكن ضدها لكنه اختار عدم النزول إلى الشارع والتوجه نحو المجهول، وهو الطرح الذي أعطى أكله.
وأبزر أنه عندما تتهيأ الظروف بتجاوز هذه المرحلة سيتم تنظيم المؤتمر العادي، وأن يكون مستعدا لتحمل المسؤولية في أي وقت كان.
وشدد ابن كيران على أن القضية الفلسطينية قضية عقائدية وليست قضية سياسية، وأن الشريعة تفرض علينا أن نكون إلى جانب فلسطين وأن موقف الحزب من التطبيع عبر عنه في بلاغ أمانته العامة، مضيفا بالقول أن هذا لا يعني أن ندين الدولة، التي لها إشكاليات وأنه ليس ضروريا أن نتفق معها في كل خطوة.
وتابع قائلا “سنقول لإخواننا في المشرق أنتم مخطئون حين تدينون المملكة المغربية، لأنها مملكة شريفة ولها مواقف شريفة”، مضيفا المغرب هو البلد الوحيد الذي فرض ضريبة لمساندة الكفاح الفلسطيني.
وأضاف ابن كيران لن نرحب بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب ولن ندينها وسنقف إلى جانب بلدنا في أي حرب يخوضها.
وأكد ابن كيران أن النظام الجزائري سخر كل إمكانياته للتحرش بالمغرب منذ أكثر من أربعين سنة، وأنه دخل في حروب مع المغرب ولا يريد أن يتوقف.
وأبرز الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن النظام الجزائري يرفض فتح الحدود حتى لا يدخل الجزائريون إلى المغرب والوقوف على الحقيقة كاملة.
ودعا ابن كيران إلى النظام الجزائري إلى الحفاظ على استقرار المنطقة، مشيرا إلى أنه لن يستفيد من الحرب وأن خصوم البلدين الحقيقيين هم من سيستفيد من أي حرب بين المغرب والجزائر.
