كيف أعادت حركة 20 فبراير في باريس حفل الولاء والانحناء للملك على طريقتها

هذه المرة لا أحد كان يتعقب خطاهم والهراوة بين يديه. صرخوا، تمثلوا، عبروا عن آرائهم بكل حرية، وحينما انتهوا انصرفوا إلى أقرب المقاهي، منهم من احتسى قهوة ومنهم من اكتفى بأكواب الشاي بدون نعنع وهو يتحسر على كيس الشاي الجاف الذي وضعه على كأسه الساخن، وكان يعوزه “براد” الوطن وخلطته الخاصة..، وانتابتهم موجة الحنين إلى الوطن الممزوجة بالألم وهم يتذكرون كيف طال السب والقذف والعصى المشاركون في “حفل الولاء للحرية والكرامة”..  لا أحد لحقهم ليمزق لافتاتهم، بما فيها تلك التي كتب عليها:”لا للعبودية والطقوس المخزنية” بساحة “تروكاديرو” ضربوا موعدا وأمام السفارة المغربية في باريس احتجوا، وبمقهى ليب التي اختطف منها المعارض السياسي المهدي بنبركة قبيل اغتياله وقفوا… طالبوا بإسقاط الطقوس المخزنية التي اعتبروها مهينة للكرامة، وهو النداء الذي يأتي بعد حفل مشابه نظم الأسبوع المنصرم وكان مصيره المنع واعتداء عناصر الأمن على الناشطين والصحافيين على حد سواء. لم يكن عددهم بعدد الوقفات والمسيرات التي عادة ما تنظمها حركة 20 فبراير. لكن، حضر أبرز الوجوه المعارضة التي تقطن بالمهجر.. حضرت المظلة التي اختلف في قراءتها وتأويلها السياسي بين وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق وبين الفقيه المقاصدي الريسوني.. وانصرفوا بعد أن مسح رجالات ياسين المنصوري مدير المخابرات الخارجية المعروفة اختصارا “لادجيد” أو المديرية العامة للوثائق والمستندات، وبسرعة أدابت الشرطة الفرنسية بمهنية نوعا من الاشتباك الذي كاد ينشب بين منظمي الحركة ومن انتصب للدفاع عن طقوس البيعة بالطريقة التي كانت ولازالت تتم بها… وأخيرا انصرف كل المغاربة، الذين كانوا مع أو ضد طقوس البيعة، الذين أرداوا فقط أن يبلغوا بأصواتهم وحناجرهم رأيهم لا أقل وأكثر من جهة، ومن جهة أخرى أولئك الذين يقفون في الصف الآخر والذين حاولوا أن يجهضوا الوقفة .. ما الذي كان سيحدث إذن لو لم تقمع السلطة في المغرب وقفة الكرامة للحرية والكرامة كما حدث مع سلطات وأمن رئيس الجمهورية “فرانسوا هولاند”؟