بيد واحدة وأخرى غير مكتملة خاضت سعيدة معاركها الخاصة في الحياة، كان قدرها أن تولد مختلفة عن أقرانها، لكنها قررت أن تعيش حياتها كما يجب، لا أن تستسلم لنظرات الشفقة والارتياب التي يلقيها في وجهها وظهرها الأقارب والأباعد.
يقولون إن يداً واحدة لا تصفق، غير أن المغربية سعيدة زهير استطاعت بيد واحدة تحقيق أحلامها، وعيش حياة مستقلة، وتغلبت على مجتمع يحكم على المظهر دون أن يكترث للجوهر.
“اخترت مند زمن أن لا أبدي اهتماما لنظرات الآخرين فأنا أعيش لنفسي لا لهم” تتحدث سعيدة زهير لمنبرنا “فبراير.كوم” وعيناها تشيان بصلابتها وقوة عزيمتها.
عادت بنا سعيدة سنوات إلى الوراء وهي تتذكر كيف اعتبرها بعض الأقارب في طفولتها عقاباً وذنباً مسلطاً على أسرتها، وكيف رفض مدير المدرسة الابتدائية تسجيلها متحججاً بحاجتها لرعاية خاصة.
وخلال بحثها عن تدريب لولوج مهنة التعليم، تجاهل أصحاب مدارس كثيرة طلباتها، لأنها في نظرهم غير قادرة على أن تكون معلمة وتقوم بواجباتها.
تقول سعيدة إن الجميع يقيمها بالنظر لشكلها وجسدها، لم يهتم مدير المدرسة الابتدائية لمعرفة أنها تكتب بخط جميل وواضح، ولم يختبر أصحاب المدارس إمكانياتها وقدرتها على الكتابة في الدفاتر وعلى السبورة والتدريس بيد واحدة.
بعد محاولات عدة وجدت سعيدة زهير الفرصة، فأثبتت ذاتها ونجحت في مهنتها معلمة للغة العربية، وتؤكد لـ”فبراير” أن توفير الفرص والثقة هي أكثر ما يحتاجه الأشخاص في وضعية إعاقة، وعلى المجتمع أن يتوقف عن وضع العوائق في وجه من لديه إمكانيات وقدرات تتجاوز جسده.
