الرئيسية / نبض المجتمع / الإبراهيمي: حان الوقت لإعادة فتح الحدود

الإبراهيمي: حان الوقت لإعادة فتح الحدود

نبض المجتمع
فبراير.كوم 16 يناير 2022 - 16:20
A+ / A-

قال البروفيسور عزالدين الابراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط وعضو اللجنة العلمية والتقنية المتتبعة لكوفيد 19 “منذ أيام و أنا أناقش مع الكثيرين موضوع فتح الحدود المغربية، وحاولت أن أجد سببا مقنعا للاستمرار في غلقها”.

وتابع، في تدوينة فيسبوكية “أتمنى أن يساهم الرأي الذي سأبديه، في هذه التدوينة، في إغناء النقاش الدائر، يمكن مدبري الأمر العمومي من أخذ القرار الأجدى”، مضيفا  أن “السبب وراء الإغلاق لم يكن أبدا منع الفيروس من الوصول للمغرب”.

وزاد قائلا “فكلنا نعرف بأن الفيروسات و كورونا لا تعترف بالحدود، ولكن الهدف من الإغلاق هو استباقيا، من خلال  إبطاء وتبطئ وصول سلالة أوميكرون للمغرب حتى نتمكن من معرفة كل خاصياتها، والاستعداد لمواجهتها، ولم يكن أبدا الإغلاق لتفادي موجة أوميكرون، لأننا كنا نعرف مسبقا أن المغرب لن يكون استثناءا وأن لا يعيش بمعزل عن العالم، بل أكثر من ذلك فالمغرب همزة وصل بين منشأ الفيروس-إفريقيا و مرتعه-بأوروبا، فالإغلاق، ووفاءا لمقاربتنا الاستباقية، كان لربح الوقت للتعرف على هذا الوافد الجديد و دينامكية الموجة التي يخلفها “

وتابع قائلا ” لكن وقبل ذلك يجب التذكير أولا بأننا مازلنا نمر بموجة أوميكرون العاتية، ونظرا لخصوصياتها، وجب علينا التوقف عن التفكير في عدد حالات الإصابات، ونركز على خطورة المرض عندنا ومؤشراته، والتأكد من أننا نراقب الأعراض و ليس الإصابات. فالتعايش مع الفيروس صار مقاربة دولية، ونتذكر أننا وبقرار جماعي قبلنا هذه الاستراتيجية في مدارسنا وأماكن شغلنا ومقاهينا والشارع والمنزل، ووبما أن العالم يتعايش  نحن نتعايش مع الفيروس، فلسان حال المغاربة اليوم يتسائل ألم يحن بعد وقت فتح الوطن و حدود و أجواء البلد؟ “.

وأكد الإبراهيمي أنه”رغم الأرقام القياسية اليومية للإصابات، فتحت إسرائيل حدودها ووجهتها السياحية بإشهارات بملايين الدولارات، وكذلك فرنسا تفتح الحدود لبريطانيا رغم أرقامهما القياسية والخلافات السياسية الكثيرة”، مضيفا أنه ” في يوم 24 دجنبر 2021، أعلنت الولايات المتحدة رفع قيود السفر التي فرضتها، على ثماني دول من جنوب القارة الإفريقية والتي كانت السباقة لإعلان ظهور أوميكرون بها، متسائلا بالقول “فيا ترى لماذا قررت مجمل دول العالم فتح حدودها من جديد، ما هي معايير فتح الحدود؟ كل الهيئات الصحية الدولية توصي بفتح الحدود و رفع قيود السفر عندما يكون الإبقاء عليها لا يؤثر على ارتفاع عدد الإصابات بالبلاد و لا انتقال العدوى على نطاق أوسع و كذلك بانعدام خطر نقل سلالة جديدة من بلد معين”.

وأضاف “واليوم و العالم يعيش تسونامي أوميكرون بنسب تقارب المئة بالمئة، وبالنظر للانتشار الواسع للفيروس في ظل هذه الظروف، فإن دخول وافدين بالشروط الصحية المعمول بها سابقا بالمغرب لم يعد يشكل خطرا وبائيا أكبر مما هو عليه الوضع، وعلينا فتح الحدود بما يتماشى مع مقاربتنا المغربية الناجحة والاستباقية أجل حماية صحة المواطنين ولكن بأقل ما يمكن من الأضرار الاجتماعية والنفسية والتربوية والاقتصادية”.

وتابع قائلا “نعم فقد كان للإغلاق كلفة غالية.، كلفة الإغلاق؟ كلما زرت مراكش هذه الأيام، إلا و عدت بهذا السؤال الوجودي، هل يمكن أن نكون بصحة جيدة دون رغيف خبز؟ أليست الكرامة مبنية على سلامة البدن المقرونة بعمل يضمن القوت اليومي؟ أظن أن أي قرار يجب أن يوازن بين الضرر والمنفعة المترتبة عنه و من كل الزوايا”.

ومضى يقول “أظن أنه حان الوقت لتمكين فئات عريضة من المواطنين المغاربة للعودة لحياة طبيعية، ومرة أخرى بتعايش مع هذا الفيروس. نعم فالإغلاق الأخير كان ضربة بالنسبة لسياحتنا، بينما استفادت منه دول أخرى ظلت حدودها مفتوحة مثل مصر أو تركيا والإمارات، فالسياح القادمون والذين تتوفر فيهم الشروط الصحية لا يشكلون أي خطر على حالتنا الوبائية، ويسمحون لسياحتنا بالخروج من قسم الإنعاش، هنا كذلك، لا يمكنني ألا  أترافع عن هذا العدد الهائل من المغاربة العالقين أو المشتاقين للمغرب في غربتهم”.

وتابع “كثير من القصص التي أتلقاها تحز في القلب، كيف يمكنني ألا أتعاطف وأترافع عن مغاربة العالم ومجيئهم للبلدهم لا يشكل أي خطر على وضعيتنا الصحية، كيف لي أن أتناسى العالقين، وهم في بلدان متعددة حول العالم، أتضامن مع الجميع”.

وزاد قائلا “الحقيقة اليوم أن الإغلاق لا يرصد أي مكتسبات لا من الناحية الصحية ولا الوبائية ولا الاقتصادية ولا الاجتماعية، ولا يلمع سمعة المغرب ولا يعطي مصداقية أكبر لقراراته. والإغلاق كذلك لايحمينا من اية انتكاسة”.

وشدد على أن كل الوافدين علينا و بشروطنا الصحية غير مسؤولين عن أي انتكاسة مستقبلية، مضيفا “فدخول مواطنين او سياح الى التراب الوطني وهم ملقحون بشكل كامل وبشهادة تحليل سلبية هم أقل خطرا من الناحية الوبائية من مواطنين او قاطنين لم يلقحوا أو يكملوا تلقيحهم، وأقل خطرا من مغاربة لا يلتزمون بالتدابير الوقائية تماما، وأقل خطرا من مغاربة يتكدسون في المقاهي وفي التجمعات دون احترازات، وأقل خطرا من مغاربة بأعراض لا يحملون كمامة و لا يعزلون أنفسهم و لا يحذرون مخالطيهم.”.

وأضاف “نحن المغاربة المقيمون بالمغرب، نحن المسؤولون عن أية انتكاسة مستقبلية بعدم احترامنا للإجراءات و التلقيح بالجرعة المعززة، ولذا وبما أن وضعيتنا الوبائية كباقي دول العالم، وبدل رفض الوافدين علينا، مشكلتي هو أن كثيرا من البلدان سترفض سياحنا بسبب سلوكياتنا”.

وختم قائلا “لا يمكنني أن أختم دون أن أنتفض للذين يستخسرون و يستكثرون فينا التفاؤل، فنحن لا نخاف من التفاؤل كلما سمحت لنا المعطيات و البيانات بذلك، ولن نذعن للهوس و القلق، ولتجار الخوف الذين يهددوننا بالموت، تارة باللقاح، وتارة بأسماء سلالات علمها عند الله، الآن بتخويفنا حتى من الأدوية و العقارات، لكننا سننتصر لأننا قررنا أن نحيى هنا ونعيش ونتعايش”.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة