تعد الجامعة الوطنية المستقلة للمكسيك واحدة من أعرق وأهم الجامعات في هذا البلد وفي أمريكا الوسطى واللاتينية، وتتوفر على أكبر حرم جامعي في الأمريكيتين، إضافة إلى كونها الجامعة الوحيدة في المكسيك التي توج بعض خريجيها بجائزة نوبل.
كما تعتبر هذه الجامعة الأكبر والأثرى من حيث التفاصيل الفنية، ويحظى حرمها الجامعي باعتراف اليونسكو كأحد المواقع الأثرية العالمية.
في هذا الحوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يبسط رئيس الجامعة الوطنية المستقلة للمكسيك، السيد إنريكي كراوي ويتشيرز، أهم ركائز وآفاق التعاون الأكاديمي والعلمي بين مؤسسات جامعية مغربية والجامعة المكسيكية، ومدى مساهمته في الارتقاء بعلاقات البلدين إلى ما يطمحان إليه على عدة مستويات.
ما الأهمية التي يكتسيها التعاون العلمي والأكاديمي للدفع بعلاقات البلدين في شتى المجالات؟
يتوفر المغرب، بحكم موقعه الاستراتيجي بين إفريقيا وأوروبا، على قدرات هائلة لخلق النمو المحلي وتطوير العلاقات الدولية، وهو الشأن ذاته بالنسبة للمكسيك في منطقة أمريكا الوسطى والشمالية. لهذا أجد أننا نتقاسم تقريبا نفس المزايا والتطلعات وحتى التحديات.
وأعتقد أن التعاون الأكاديمي من أفضل السبل الكفيلة بالدفع بعلاقات التعاون بين البلدين، إضافة إلى تنويع فرص الشراكة، ولا سيما مع التقدم الكبير الذي يحققه المغرب، وتفوقه في عدة مجالات تكتسي أهمية وراهنية كبيرة على الصعيد العالمي.
وقد تشرفت بتكريمي بدرجة الدكتوراه الفخرية من قبل جامعة محمد الخامس بالرباط. ومن خلال هذا التكريم، أشعر اليوم بالتزام كبير للعمل على توطيد هذا التعاون الوثيق والمثمر، ليس فقط على المستوى الأكاديمي، بل في كل المجالات.
2. ما هي المجالات الرئيسية التي يشملها التعاون الأكاديمي بين البلدين؟
هناك العديد من المجالات التي سيركز عليها التعاون بين المؤسسات الجامعية بالبلدين خلال الفترة المقبلة، والتي تشمل العلوم الإنسانية والعلوم الحقة بطبيعة الحال. لكني أرى إمكانات كبيرة لتبادل الخبرات والبحث العلمي في مجال الطاقات المتجددة، التي حقق فيها المغرب تقدما هائلا في المنطقة. وهو مجال علينا بلا شك كمكسيكيين استكشافه والاستفادة من التجربة المغربية الرائدة فيه.
إلى جانب الطاقات المتجددة، يوفر القطاع الفلاحي إمكانات كبيرة للتعاون بين بلدينا، وخاصة استفادة المكسيك من الخبرة المغربية في كل ما يهم التخصصات والعلوم الزراعية والعلوم البيولوجية والآليات المتطورة، لتعزيز تنافسية القطاع الفلاحي.
وفي هذا الصدد، نشير إلى تعاون مهم بين جامعتنا وبعض المعاهد الجامعية المغربية في مجال العلوم البيولوجية، والذي يجب أن نطوره بشكل أكبر.
3. كيف ترون مستقبل التعاون بين جامعتكم والجامعات المغربية؟
هناك بالفعل تعاون وثيق للغاية في مختلف التخصصات ومجالات المعرفة التي يمكن لجامعة محمد الخامس والمملكة المغربية تعزيزها بلا شك مع المكسيك. وأؤكد هنا على الرغبة الكبيرة والحماس الذي أبان عنه الجانب المغربي لزيادة هذا التعاون مستقبلا.
ومن جهتنا نخطط للقيام بزيارة للمغرب قريبا رفقة فريق من قسم العلاقات الدولية بالجامعة الوطنية المستقلة ومنسق البحث العلمي المسؤول عن أهم المعاهد التي يمكننا التعاون معها في المغرب، من أجل بلورة هذا التعاون وإعطائه زخما كبيرا.
كانت لي فرصة زيارة المغرب في عدة مناسبات وعلى امتداد سنوات، وأنا معجب كثيرا بالخصوصية التي تتميز بها المملكة المغربية، وأعتقد أن لشعبينا وثقافتينا أوجه شبه عديدة.
