عندما تتحدث عن الاتحاد، لابد من ذكر اسمه، والعروج على مواقفه وتصريحاته. لا يتوقف عن النقد، حتى رفاقه في الحزب والرفاق في اليسار، تطالهم تصريحاته وخرجاته. هو إدريس لشكر، صاحب” الموستاش” كما ظهر علينا مع الدخول السياسي، الرباطي الذي عرفته شوارعها وأحياءها الهامشية. قصته مع الاتحاد، أو بالأحرى مع النضال، بدأت بانخراطه في خلايا تلاميذية، تدرج بعدها إلى خلايا طلابية. انتخب سنة 1975 عضوا بالمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية وعمره لا يتعدى حينها 21 سنة. سنة بعدها بالضبط عام 1976، لشكر بين القضبان، ويكون بذلك على نفس الدرب الذي عاشه الرفاق أيام سنوات القمع والرصاص التي نهجها نظام الملك الراحل الحسن الثاني في وجه المعارضين. توالت الأحداث تباعا في حياة هذا الاتحادي المثير للجدل، والذي لازال يثيره لحد اليوم. ولعل فوزه بالكتابة الأولى لحزب عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة وعمر بنجلون، سيثير الجدل الأكثر. دخل قبة البرلمان عن دائرة الرباط، سنة 1993. وصول الاتحاديين للحكم، بدءا من حكومة التناوب التي قادها حزب الاتحاد برئاسة عبد الرحمان اليوسفي، إلى حكومة عباس الفاسي، شكل منعرجا في حياته. الرجل، وفي وقت فقد فيه منصبه النيابي سنة 2007، وفشل بالاحتفاظ به، بقدرة قادر، صار وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان بعد التعديل الحكومي لسنة 2010. بعد فوز الاسلاميين، أي حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى التي خولت لهم تشكيل الحكومة، بدأ حديث عن الشخص القادر على مواجهة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الذي عرف بتصريحاته وخرجاته وقفشاته التي غطت على الجميع. ظهر حميد شباط في حزب الاستقلال فأزاح عباس الفاسي، وصار الكل يتحدث عن “تشبيط” الحياة السياسية، لكن الصورة لم تكتمل بعد، لا بد من رجل، يقلب الطاولة على خصومه، يقيم الدنيا ولا يقعدها، لاسيما اذا كان الامر يتعلق بخصم تتقاسمه أكثر من جهة، وان اختلفت المواقع والحساسيات! وصل اقترب مؤتمر الاتحاد، ليعود اسم ادريس لشكر إلى البروز بقوة، بعد تشبيط الحياة السياسية، هل يتم “تشكيرها”؟ اليوم، بانتخابه، يصير ادريس لشكر زعيما للاتحاد على مدى أربع سنوات، “تشكيره” بدأ بأول تصريح أدلى به لموقع “فبراير.كوم” عندما قال لنا بالحرف ” صناديق الاقتراع هي التي ستغير من موقعنا” والرسالة مشفرة إلى بنكيران. قال احد الظرفاء من حزب المصباح:”اللله يكون في عوانك يا رئيس الحكومة مع “التشبيط” و”التشكير”، “فما قدو فيل زادوه فيلة”.
الرئيسية /
الوجه الاخر /
بورتريه: حكاية "مول الموستاش" الذي جاء لـ"تشكير" الحياة السياسية بعد "تشبيطها"
بورتريه: حكاية "مول الموستاش" الذي جاء لـ"تشكير" الحياة السياسية بعد "تشبيطها"
الوجه الاخر