الرئيسية / سياسة / محمد سالم: رد الرباط الحازم على سلوكيات مدريد ساهم في فرض وجهة نظره على إسبانيا

محمد سالم: رد الرباط الحازم على سلوكيات مدريد ساهم في فرض وجهة نظره على إسبانيا

سياسة
فبراير.كوم 24 مارس 2022 - 11:00
A+ / A-

قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان إن “الرد المغربي الحازم على السلوك الإسباني إزاء أهم القضايا بالنسبة للمغرب، في فرض وجهة النظر المغربية على الشريك الإسباني، من خلال إعمال مقاربة دبلوماسية تتسم بالندية انعكست على مجمل سياسته الخارجية، كان قد أكد عليها الخطاب الملكي في الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء نوفمبر الماضي، حين ربط تحقيق مصالح شركاء المغرب التجارية والإقتصادية بإبدائهم لمواقف داعمة له فيما يتعلق بقضية الصحراء. وهي المقاربة نفسها التي سبق أن أكد عليها وزير الخارجية ناصر بوريطة حين أوضح أن “مغرب اليوم ليس مغرب الأمس” مخاطبا الإسبان، مشيرا إلى أن المغرب “لا يقبل بازدواجية المواقف من طرف مدريد””.

وتابع قائلا “لفهم أسباب الموقف الإسباني حول قضية الصحراء والقاضي بدعم خطة المغرب الرامية إلى منح الإقليم حكما ذاتيا، لا بد من العودة إلى السياقات المرتبطة بالعلاقات بين البلدين، لا سيما منذ الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بينهما على إثر استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو براهيم غالي بذريعة الإستشفاء بشكل سري وبهوية مزورة، ودون إخطار الرباط”.

وسجل محمد سالم، في تصريح خص به “فبراير” أنه “ورغم حجم الملفات االتي تجمع البلدين، والتي في مقدمتها ملف التنسيق الأمني الذي يشمل محاربة الإرهاب ومكافحة الهجرة السرية والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى ملف الصيد البحري والتعاون في مجال الفلاحة، والإستثمار الإسباني الهام بالمغرب الذي يشمل أكثر من 1000 مقاولة بحسب بعض المصادر، إلى جانب حجم الجالية المغرب التي تعد الأكبر في إسبانيا والتي يتجاوز عددها 800‪ ألف نسمة، فضلا عن ملف سبتة ومليلية الذي شهد هو الآخر تطورات هامة في الآونة الأخيرة”.

وزاد قائلا “لكن الأزمة الدبلوماسية الناجمة عن استقبال اسبانيا لزعيم البوليساريو براهيم غالي، لم تكن سوى الشجرة التي تخفي غابة النقاط والمواضيع الخلافية بين البلدين، حيث مارس المغرب ضغوطا متنوعة على الشريك الإسباني، رام من خلالها تحقيق علاقات ندية ومتوازنة على أساس الإحترام والمنفعة المتبادلة، سعيا لانتزاعه لموقف مؤيد له في ما يتعلق بقضية الصحراء، سيما بعد مبادرته بدعم مدريد إزاء المطالب الإنفصالية بإقليم كطالونيا، إعمالا لمبادئ التعاون وحسن الجوار وحفظ سيادة ووحدة البلدان المجاورة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

وأبرز المتحدث ذاته أنه “من ضمن الضغوط التي مارسها المغرب على إسبانيا أيضا تغييره في الصائفة الأخيرة لخط استقبال المهاجرين بأوروبا ضمن “عملية مرحبا” إلى موانئ البرتغال بدل الموانئ الإسبانية، ما عمق الركود الاقتصادي في المقاطعات الجنوبية الإسبانية بسبب تداعيات جائحة الكوفيد 19، فضلا عن ما وصفته بعض المصادر الإسبانية بـ”تراخي السلطات المغربية في مراقبة الحدود مع سبتة ومليلية”، الأمر الذي أفضى لموجات اقتحامات لمهاجرين غير نظاميين لتلك الحدود، بحسب المصادر نفسها”.

وشدد محمد سالم على أنه هذه ” الضغوط تنضاف إلى إعلان المغرب عن افتتاح قاعدة عسكرية جوية بالقرب من الثغور المحتلة بشمال البلاد، ضمن مشروع إنجاز وحدة طائرات عسكرية مسيرة، ضمن التفاهم الأمني مع إسرائيل، فضلا عن توجس بعض الدوائر السياسية الإسبانية من الإنفتاح المغربي على كل من بريطاانيا والولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما بعد اعتراف الأخيرة بالسيادة المغربية على الصحراء، وصفقة إمداد جبل طارق التابع للتاج البريطاني بالطاقة النظيفة من المغرب، إلى جانب التوجس الإسباني من مصادقة البرلمان المغربي على ترسيم الحدود البحرية للمغرب، حيث شملت مناطق بحرية قبالة جزر الخالدات بسواحل الصحراء، يروج على نطاق واسع احتواءها على ثروات طبيعية هامة”.

وتابع قائلا “الإنجزات الإقتصادية التي راكمها المغرب أيضا في شمال البلاد لا تنظر إليها بعض الأوساط الإسبانية بعين الإرتياح، لا سيما ميناء طنجة المتوسط الذي بات من أكبر الموانئ في المنطقة متفوقا على أداء مجمل الموانئ الإسبانية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن ميناء الناظور قيد الإنشاء، إلى جانب المناطق الصناعية بالمغرب التي باتت تنافس الإسبان في استقطاب الإستثمارات الأجنبية”، مضيفا بالقول “وبالمجمل يبدو أن تنويع المغرب لشركائه الإقتصاديين والاستراتيجيين بفضل توظيفه لمقدراته وإمكانياته الاقتصادية، خاصة وضعه الداخلي المستقر، وموقعه الاستراتيجي المتميز، هي عوامل أهلته ليكون بوابة للقارة الإفريقية ومدخلا لأسواق غرب القارة، وخاصة إمكانية احتضانه لمشروع ربط أنبوب الغاز النيجيري بأوروبا، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وسعي الأروروبيين للإستغناء عن الغاز الروسي”.

ومضى يقول “ظروف أتاحت للمغرب ممارسة الضغوط المؤثرة على دوائر صنع القرار الإسباني، ما مكنه بالفعل من انتزاع موقف اسباني هام بخصوص دعم طرحه حول قضية الصحراء، بالنظر إلى المكانة التي تحظى بها إسبانيا ضمن الجهود ومساعي الوساطة الدولية الخاصة بالنزاع، باعتبارها المستعمر السابق للإقليم. لكن ما سيعزز الدور الإسباني الداعم للمغرب هو إرتباط كلا البلدين بتحالفات استراتيجية مع قوى دولية وازنة لها بالغ التأثير في تعاطي المجتمع الدولي مع الملف، باتت جميعها مؤيدة للموقف المغربي، الأمر الذي سيساهم في إنجاح تنسيقاتها بخصوص قضية الصحراء لصالح الطروحات العقلانية والواقعية والتي تصب في دعم مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، لا سيما الإتحاد الأوروبي الذي يعتبر المغرب شريكا ذو وضع متقدم، والولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر المغرب حليفا استراتيجيا خارج حلف الناتو، والتي تعد معدة مسودات كافة قرارات مجلس الأمن حول ملف نزاع الصحراء، إلى جانب فرنسا الحليف الإستراتيجي التقليدي والداعم القوي للمغرب داخل أروقة مجلس الأمن، وألمانيا التي سبق أن طبعت علاقاتها مع المغرب أيضا ودعمت موقفه.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة