الرئيسية / سياسة / العبدي يوجه رسالة إلى بوعشرين: نحن مثلك يا صديقي سجناء الخوف والرعب

العبدي يوجه رسالة إلى بوعشرين: نحن مثلك يا صديقي سجناء الخوف والرعب

سياسة
فبراير.كوم 17 أبريل 2022 - 12:20
A+ / A-

وجه الروائي المغربي عبد العزيز العبدي رسالة إلى الصحافي توفيق بوعشرين، والذي يقضي عقوبة سجنية مدتها 15 سنة.

وقال العبدي “لا أريد الخوض معك في تفاصيل سياسية ولا قضائية تخصك او حتى تخص البلد، فالحيز لا يسمح في كل ابعاده، هنا وهناك… نحن مثلك يا صديقي سجناء الخوف والرعب”.

وأضاف العبدي، في رسالته، والتي عممها على صفحته على الفيسبوك، “لكن سأحاول أن أنقل إليك بعض الأجواء الفايسبوكية، بما أنني تحولت، منذ زمن بعيد، إلى كائن فايسبوك بامتياز”.

وتابع قائلا “أعتقد أنك بدورك عرفتني في هذا الفضاء، وأنا ممتن لهذا الأخير، لأنه عرفني بك وبأصدقاء كثر من طينتك”.

وفي ما يلي نص الرسالة كاملا

رسالتي إلى الصديق توفيق بوعشرين، في إطار تعميم هذه المبادرة…

لم نستطع منع سجنهم، لنحاول ان نخفف عنهم…

الصديق توفيق بوعشرين،

أخبرك بداية وعيي التام بأن الرسائل بين الآصدقاء يجب أن تكتب بقلم حبر لا بواسطة جهاز حاسوب، لكن يا صديقي، فقدت ملكة الكتابة بالقلم منذ سنوات كثيرة، إلى درجة أنه حين أمسك القلم بيدي، أجدني أتلعثم في الكتابة كطفل يكتشف الحروف لأول مرة…

أتمنى أن تكون بخير، وأن تكون قد ربيت الكثير من الأمل والحلم كي تعانق حريتك، وتجتمع مع أبناءك وزوجتك…

لا أريد الخوض معك في تفاصيل سياسية ولا قضائية تخصك او حتى تخص البلد، فالحيز لا يسمح في كل ابعاده، هنا وهناك… نحن مثلك يا صديقي سجناء الخوف والرعب..

لكن سأحاول أن أنقل إليك بعض الأجواء الفايسبوكية، بما أنني تحولت، منذ زمن بعيد، إلى كائن فايسبوك بامتياز…

أعتقد أنك بدورك عرفتني في هذا الفضاء، وأنا ممتن لهذا الأخير، لأنه عرفني بك وبأصدقاء كثر من طينتك…

كما أنه، أي الفايسبوك، منحني أعداء من كل صنف ونوع، من البلداء إلى الخسيسين مرورا بالأشرار، والمرضى النفسيين ومن يختلفون معي لأسباب واهية ومن لا يعرفونني وينتشون بالغيبة في سيرتي ينهشون لحمي ويلفقون لي صنائع قمت بها ولا علم لي بها…

تصور يا صديقي أنني أجد نفسي فخورا بنفسي وأنا أعلم أنني قمت بأعمال لا أعلمها، وهي على دناءتها، أعمال بطولية…

لا أدري إن كنت تعلم أنني أعيش لوحدي منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، ولا أدري إن كنت تعلم أنني بيتوتي بدرجة غريبة، لا أحب الخروج إلى الشارع، ولا لقاء الناس الواقعيين..

تكونت لدي فوبيا من الآخرين، أعرف أنها فوبيا مرضية، لكنها قائمة للأسف…

لا أدري كذلك إن كنت على علم أنني قضيت 45 يوم سجنا بسبب قضية نفقة، ليس غيابا للمسؤولية اتجاه الأبناء، ولكن الأمر فيه تداخل حسابات صغيرة وضغينة امتدت على مدى عقد كامل من الزمن وهو عمر طلاقي بوالدة ابني…

قد نتحدث في هذا الامر يوما، على طاولة مقهى بعد الافراج عنك…

لا زلت أكتب بكثافة في الفايسبوك، آحاول تارة أن أخلق معنى جديدا للأشياء، وتارة أخرى أكتب فقط لآضحك على نفسي وأشرك الآخرين في الضحك، الضحك من واقعهم الأليم، الواقع الذين هم مغيبون عنه…

قبل يومين قررت أن أتحول إلى فنان تشكيلي، وقع ذلك صدفة وأنا اتابع تكوينا قصيرا حول الديكور المنزلي، صادفت مجزوءة حول الألوان وشكل مزجها، وكيف نستخرج جميع الألوان من الألوان البدائية، قمت بتجريب ذلك على ورقة بيضاء، وفي غمرة الفرح بنجاح المزج هذا، مررت كفي على الورقة وخلطت كل الألوان، الرئيسية، والثانوية والثالثية ، عانقت الألوان بعضها، في شكل عبثي وغير مفهوم، وفي لحظة ما برقت لي فكرة نشر صورة لهذا المزج مرفوقا بتدوينه عادية…

تواصل معي الفنان التشكيلي سعيد حجي، وأخبرني بأن اللوحة تحتوي على تعابير تشكيلية وأن بداخلي فنان تشكيلي…

صدقت الأمر بسرعة، لم أترك له فرصة مراجعة حكمه هذا، واعتبرت شهادته جواز سفر نحو عالم التشكيل…

في صبيحة يوم الغد، توجهت إلى محل بيع لوازم الصباغة واقتنيت لوحات بكر، وفُرشٌ، وصباغات متعددة، وحامل لوحات، ومقص وقلم رصاص، وأقلام ملونة من الصمغ، ونقلت كل ذلك إلى غرفة فارغة في الشقة التي أقطنها، ورتبت كل ذلك على مكتب كان مهجورا، وشرعت في رسم اللوحات…

رسمت إلى حدود كتابة هذه الأسطر حوالي 12 لوحة، لا أعرف معناها، بعضها يقول عنه الفنان سعيد حجي انها رائعة، وبعضها لا يستحسنها …

لا أدري صراحة كيف يصنف تلك اللوحات بالرائعة، فغالبا يكون وراء رسمها حركة مجنونة…

احدى اللوحات التي قال عنها أنها رائعة، قمت فيها بمزج الصباغات وطلاءها على اللوحة بحذاء بلاستيكي استعمله في المنزل (صندالة)…

حين اكتشفت أن الصباغة المائية سهلة التنظيف، قمت بمزج الألوان وطلاءئها بأنفي على اللوحة..

تخيل صديقي أنني كنت أدفن وجهي في لوحة الصباغات، وأنقل ما علق بأنفي على اللوحة، ثم أحرك أنفي يمينا ويسارا…

حين انتهيت من ذلك، نظفت وجهي بالماء الدافئ والصابون، وعدت إلى الغرفة/المرسم، وتأملت اللوحة…

كانت “تخربيقة” واضحة، لكن الفنان سعيد حجي قال عنها “واعرة”…

وأنا اصدق الفنان سعيد حجي…

في الرسالة القادمة، سأحكي لك كيف طهوت الحريرة…

أملي أن تكون بخير، اعتن بنفسك، يوما ما سنكون أحرار…

صديقك عبدالعزيز العبدي…

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة