عندما بدأت الأزمة المالية العالمية تضرب اقتصاد كبرى الدول بأوربا، وطالت حتى بنوك “الغول” الأمريكي، وحده كان المغرب يكذب كل الأرقام، وتتحدث وزارة المالية والاقتصاد، أنه معافى وبعيد عن هذا “الصقيع” الذي لم يترك أحدا، وكان يردد “نحن بلد استثناء والأزمة بعيدة عنا”. وعندما بدأ ما سمي بالربيع العربي، يزحف يمينا ويسارا، دون أن يترك أي نظام إلا وطاله. أسقط الديكتاتور بنعلي، واستسلم له الفرعون مبارك، وفر منه ملك ملوك افريقيا “زنكة زنكة” دون النجاة منه، وأحرق جسد علي بنصالح صاحب المقولة الشهيرة”الجزيرة الحكيرة”، والدائرة تتسع حينها، وحده المغرب كان يردد على لسان مسؤوليه، ولسان من يرضعون من ثدي السلطة صباح مساء “المغرب استثناء”. أفتخر كثيرا لأني انتمي لبلد يشكل “الاستثناء” في كل شيء، ويطيب لكم أيها المغاربة أن تشاركوا في الملتقيات الدولية، وتفتخروا بأنكم بلد “استثناء”، ولأنكم استثناء، يمكنكم أن تضعوا “بادج” على صدوركم حتى يتم تمييزكم عن الآخرين. نحن فعلا استثناء، لأننا الوحيدون من يتوفر على رئيس حكومة بصلاحيات واسعة، يهرب لغابة الامازون ليسرق منها أسماء حيوانات وأشباح انقرضت ليوظفها في خطاباته. إننا فعلا استثناء، لأن رئيس حكومتنا الوحيد في العالم، الذي استعمل التماسيح والعفاريت دون غيره من الرؤساء، وهو بذلك يستحق أن يدخل كتاب “غينيس” كأول رئيس يحقق انجازا عظيما ! المغرب بلد استثناء، لان كل مؤسساته الحزبية عبارة عن “كاراجات”، تغتصب فيها صباح مساء، أحلام مواطنين وآمالهم، ولا يهمها سوى الوصول لكراسي السلطة. نحن استثناء بهذه الأحزاب التي ادعت تشبيب هياكلها التي هرمت، وأكدت رغبتها مسايرة الإصلاح الذي انطلق!! عندما خرج الزميل علي أنوزلا ليعبر عن وجهة نظره في قضية الصحراء، تهافت البعض من داخل المؤسسة التششريعية وبعض الأقلام المأجورة على تكريس شعار” الاستثناء” وشرعوا في فتح أفواههم لنعث شخص خالفهم الرأي في قضية الصحراء التي لا يجادلهم في كونها مغربية، بأبشع الأوصاف التي نستحيي من ذكرها، في وقت لا يبرمون فيه بالحديث عن حرية الرأي والتعبير التي نتمتع بها بالمغرب. وعندما خرج أحمد عصيد الناشط الأمازيغي بتصريحاته الأخيرة – رغم اختلافنا معه – خرج رئيس الحكومة والتيار السلفي والمتشددون ليخلقوا الذعر في نفسية الرجل، وكل هذا في بلد قيل أنه يضمن حرية الرأي. هذا هو الاستثناء الذي تتحدثون عنه صباح مساء كل يوم. هذا هو “المغرب استثناء” التي كررها عبد الإله بنكيران قبل أن يصل لكرسي الرئاسة. فلهذا يحق لنا أن نفتخر أننا بلد استثناء !
لهذا المغرب بلد الاستثناء
أقلام الحقيقة