الرئيسية / ثقافة و فن / إعارة الكتب.. عن الخارج المفقود والعائد المولود

إعارة الكتب.. عن الخارج المفقود والعائد المولود

ثقافة و فن
فبراير.كوم 20 أبريل 2022 - 14:20
A+ / A-

“أحمق من يعير كتابه وأحمق من يرده”، بهذه العبارة المأثورة أجاب طارق، أستاذ مادة الفلسفة بالسلك الثانوي التأهيلي، عن سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء، حول قضية الكتب التي يعيرها أصحابها لأصدقائهم أو أحد أقربائهم دون أن ترجع إليهم.

طارق الذي وقع مرارا “ضحية” لما بات يسميهم “بصائدي الكتب”، ليس سوى واحدا من كثيرين بذلوا جهدهم لتأثيث خزاناتهم المنزلية بما يروق لهم من كتب علمية ومؤلفات أدبية، قبل أن يجدوها تفرغ شيئا فشيئا لا لشيء سوى لأنهم في كل مرة يعيرون أحد كتبهم لا ترجع إليهم إلا في ما ندر وبعد إلحاح طويل منه.

يتذكر طارق كيف اقتنى قبل بضع سنوات 15 رواية من سلسلة روايات الجيب لكتاب مغاربة وأجانب، لم يتمكن من مطالعتها جميعها، ببساطة لأنه وزع عددا منها على تلاميذه في إطار مبادرة شخصية للتحفيز على القراءة، لكن عددا منهم لم يعدها إليه.

“يحدث أن ألتقي واحدا من تلاميذي القدامى وقد التحقوا بالجامعة فلا يجد غضاضة في تذكيري بأنه ما زال يحتفظ برواية لإدريس الشرايبي”، يقول طارق مضيفا بغير قليل من السخرية “يقول لي إنه يتذكرني في كل مرة تقع عيناه عليها وأنه سيعيدها لي قريبا، بينما أرد بأنها حلال عليه”.

بدوره، لم يسلم السيد عبد الله، وهو موظف في القطاع العام، وخطيب جمعة، من تراجع عدد الكتب في خزانته بسبب قضية الإعارة هذه.

يقول عبد الله، وهو خريج دراسات إسلامية، إنه ظل لمدة طويلة من الزمن يراكم جمع الكتب في تخصص العلوم الشرعية، ولم يكن يبخل بها على من يطلبونها منه بغرض اعتمادها مرجعا في واجب منزلي أو بحث للتخرج أو حتى رغبة في تزجية الوقت، لكنه أيضا لم يكن يتمكن من استرجاعها بسهولة.

“أنا على وعي تام بأن كل كتاب أعيره هو مشروع كتاب مفقود”، يقول عبد الله في تصريح مماثل، قبل أن يستدرك “شيء واحد يمنعني من رفض إعارة الكتب وهو حرمة كتم العلم”.

واستظهر الرجل في هذا الصدد بيتين يقول فيهما الشاعر “إذا استعرت كتابي وانتفعت به / فاحذر وقيت الردى من أن تغيره// واردده لي سالما إني شغفت به/ لولا مخافة كتم العلم لم تره”.

يقول عبد الله إنه درج على كتابة هذين البيتين في الصفحة الأولى لكتبه مرفوقة باسمه، أو عبارات أخرى من قبيل الآية الكريمة “وردوا الأمانات إلى أهلها”، لعل من يستعيرها منه يقرؤها يعيدها إليه يوما ما.

وفي ما يبدو أنها ظاهرة شائعة، يحكي الكاتب الروائي، محمد البوعبيدي، بدوره، تجربته مع إعارة الكتب، إذ يقول إنه لم يكن يجرؤ على منع أي صديق له راقته كتب في خزانته من استعارتها، والحماس يحدوه لقراءتها كلها، “إلا أن الحقيقة هي أنه لن يقرأ إلا واحدا في مدة ربما تطول، ثم تنطفئ شعلته تلك، و تبقى الكتب الأخرى عرضة للضياع فلا يرجعها”.

ويضيف البوعبيدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه “لمثل هذه الأسباب فقدت الكثير من كتبي، وقررت ألا أعيرها مرة أخرى”.

وحسب البوعبيدي، فإن “مكتبتي الشخصية، بالنسبة لي، هي معمار أبنيه على مهل، وكلما نقص منه كتاب، نقص حجر، حتى يتداعى وينهار، خصوصا إذا استعار أحدهم واحدا من أمهات الكتب من ذوات الأجزاء المتعددة”.

وخلص البوعبيدي إلى القول إن “من أراد كتابا، يخبرني بعنوانه، وأنا أقتني له نسخة منه. لكنني لا أعيره”.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة