نظمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، إفطارا جماعيا لفائدة النزلاء بمركز الإصلاح والتهذيب عين السبع، وذلك بمناسبة شهر رمضان.
ويهدف هذا الإفطار الجماعي، المنظم بشراكة مع المجلس العلمي المحلي لمقاطعات عمالة عين السبع الحي المحمدي والمكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بالدار البيضاء، إلى خلق جو من الدفء العائلي في أوساط النزلاء الأحداث بمركز الإصلاح والتهذيب عين السبع عبر الالتقاء بأسرهم.
وفي هذا الصدد قال مدير مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع أرفون محسن، إن هذه المبادرة الإنسانية ترسخ قيم التضامن النبيلة وتندرج في إطار انفتاح المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج على شركائها.
وأوضح المسؤول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، أن المندوبية تولي أهمية قصوى لهذه الفئة من النزلاء، مبرزا أهمية إشراك عائلات هؤلاء الأحداث في عملية الإفطار الجماعي، بما أن الأسرة تضطلع بدور أساسي وفعال في عملية إعادة تأهيل وإدماج السجين.
وأضاف أن الهدف الأسمى من هذه المبادرة هو إذكاء روح التواصل والدفء الأسري لدى النزلاء الأحداث من خلال لم شملهم بعائلاتهم، وكذا إذكاء روح الإحساس لديهم بالإنتماء للمجتمع عبر إشراك كافة الفعاليات من سلطات قضائية وأمنية فضلا عن مكونات المجتمع المدني وفنانين ورياضيين.
من جانبه قال رئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بالدار البيضاء، نور الدين زكرياء، إن مشاركة الودادية في هذا الإفطار الجماعي تهدف إلى “تقاسم مسرات وأفراح نزلاء مركز الإصلاح والتهذيب، ولتأكيد وقوف جميع الفعاليات القضائية مع هؤلاء النزلاء بغية مساعدتهم على إعادة الإدماج في المجتمع”.
وأكد المسؤول القضائي، في تصريح مماثل، أنه يجب دعم هؤلاء الأحداث ومواكبتهم في تجاوز أخطائهم السابقة وعدم ترك هذه الأخطاء تؤثر سلبا على بقية حياتهم ومسارهم المستقبلي، داعيا إلى توفير جميع الإمكانيات اللازمة بغية فتح آفاق جديدة أمام هؤلاء النزلاء.
وفي شهادات حية تم استقاؤها بعين المكان، أشاد عدد من النزلاء بهذه الالتفاتة الإنسانية التي فسحت لهم المجال للانفتاح عن محيطهم الخارجي وإمضاء وقت ثمين مع ذويهم، معربين عن امتنانهم لكل الفعاليات التي كانت وراء تجسيد هذه الالتفاتة وعن أملهم في معانقة الحرية وبدأ صحفة جديدة في حياتهم. وتضمنت فقرات هذه الأمسية، التي حضرتها فعاليات من السلطات القضائية والأمنية فضلا عن مكونات المجتمع المدني والرياضيين، سلسلة من الأنشطة، حيث أقيمت زيارة ميدانية لمرافق هذه المؤسسة الإصلاحية، إلى جانب استمتاع الحضور بوصلات في فن المديح والسماع من أداء بعض نزلاء المركز.
كما تم توزيع مجموعة من الجوائز على النزلاء المتفوقين في مسابقات دينية، وكذا تكريم بعض الفاعلين القضائيين الذين يساهمون في إنجاح المقاربة الإدماجية.