اعتبرت السفارة المغربية في مدريد، أن “العنف الواسع في أحداث الجمعة الماضي قرب حدود مليلية، جاء بتعليمات من “رجال ميليشيات متمرسين” تسللوا عبر الحدود مع الجزائر .
وحسب مصادر صحيفة “الإسبانيول” في السفارة المغربية، فإن “العنف المفرط للمهاجمين واستراتيجية الهجوم تدل على إحساس عالٍ بالتنظيم، والتقدم المخطط له، وهيكل هرمي للقادة المخضرمين والمدربين الذين لديهم ملامح من رجال الميليشيات ذوي الخبرة في مناطق النزاع”.
إضافة إلى ذلك، وبحسب المصدر ذاته، دخل “المهاجمون” المغرب عبر الحدود مع الجزائر “مستغلين التراخي المتعمد للسلطات الجزائرية في ضبط حدوده مع المغرب”.
وأشارت مصادر محلية في الناظور، إلى أن أفرادا من دول إفريقيا جنوب الصحراء كانوا “مسلحين بالعصي والمناجل والحجارة والسكاكين” وهاجموا قوات الأمن المغربية، مما أسفر عن إصابة 140 عنصرا، أحدهم ما زال يرقد في المستشفى، فضلا عن مقتل 23 مهاجرًا غير نظاميا خلال الأحداث.
وفي موضوع متصل، تقاطعت تقارير صحفية إسبانية حول كون رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز سـ”يظهر” للرئيس الأمريكي جو بايدن حاجة الناتو إلى “الانتباه للمخاطر القادمة من إفريقيا وضمان أمن سبتة ومليلية”.
ويستقبل سانشيز هذا الثلاثاء مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، رئيس الولايات المتحدة في مدريد، تحضيرا لعقد قمة الناتو السنوية.
وكشفت صحيفة “الإسبانيول” أن سانشيز سيستحضر أحداث يوم الجمعة الماضي على حدود مليلية، كمثال على “الأخطار التي تواجه الحلف الأطلسي من جانبه الجنوبي”.
وأوضحت مصادر “الإسبانيول” المقربة من سانشيز أن الاجتماع لن يركز على قضايا الهجرة، بيد أن أحداث مليلية “ستكون حاضرة بقوة” في الحديث “حول التحديات التي تواجه الحلفاء” وسيتم مناقشتها خلال القمة، لتشكيل المفهوم الاستراتيجي لمدريد.
وستتراوح الموضوعات التي سيناقشها الزعيمان الغربيان، حول مراجعة الوضع على الجانب الشرقي، والعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، إلى العلاقات الثنائية وعبر الأطلسي.
وسيقدم رئيس السلطة التنفيذية الإسبانية في ذات الصدد، سردا لتحدي الهجرة والتحدي الذي تواجهه أوروبا.
وسيشير سانشيز إلى شعور إسبانيا وبقية دول الناتو في حوض البحر الأبيض المتوسط بقلق عميق بشأن الآثار الجانبية للحرب، التي تسبب “نقصًا هائلاً في الحبوب، وما يترتب على ذلك من مجاعة” في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
