أكدت تقارير إسبانية رحيل المؤرخة والكاتبة الاسبانية ماريا روزا مادرياغا، أمس الأربعاء، عن سن 86 عاما بعد أن كرست عملها المهني في دراسة الريف ومقاومته الاستعمار الإسباني، فضلا عن التاريخ المشترك لضفتي غربي البحر الأبيض المتوسط.
وتعتبر ماريا روسا من بين أبرز الكتاب المرجعيين والمضطلعين بتاريخ الريف الحديث إبان الاستعمار الإسباني، إذ أنجزت من أجل ذلك أهم مؤلفاتها، تحت عنوان “إسبانيا والريف..تاريخ شبه منسي” و”عبد الكريم الخطابي..النضال من أجل الاستقلال”.
وتوصف الكاتبة الإسبانية بأنها “مؤرخة عبد الكريم الخطابي” حيث أشارت مادرياغا في مؤلفاتها أن الخطابي لم يكن “انفصاليا” كما صور من البعض.
وكان مناضلا وطنيا أسس الجمهورية الريفية عام 1922 لمساعدة الريفيين على مقاومة الاستعمار الاسباني.
وخلقت الراحلة كثير جدل في محاضراتها ومؤلفاتها، إذا عرفت بقولٍ لها مفاده أن “المغرب وإسبانيا متساويان في المسؤولية التاريخية في جريمة قصف الريف بالغازات السامة”.
وكانت المؤرخة الاسبانية الراحلة، تعتبر اهتمامها بالتاريخ الريفي وقائده الأبرز عبد الكريم الخطابي، راجعا إلى مقاومتها فكر “فرانكو” الفاشب والفكر الاستعماري، والذي ناضلت ضده في سبعينات القرن الماضي إبان الغزو الأمريكي لفييتنام.
وفي ذات الصدد، كانت مادرياغا تردد في محاضرتها قولا لأمها تقول فيه أن “لو انتصر الخطابي على الاستعمار الإسباني في الريف لما حكمنا فرانكو”.
وكتب الكاتب الريفي رشيد إزفيرن، ناعيا الكاتبة الإسبانية، بالقول إنها كانت جسر تلاقي شعبي تاريخي وإنساني بين الجارين المغرب وإسبانيا، بعيدا عن شحن الصراع التاريخي الذي خلقته السياسة.
وأضاف أن حبها للريف وشخصية عبدالكريم الخطابي التاريخية، راجع إلى كون حركته المقاومة أثرت على الرأي العام الإسباني وتداعيات ما سيلي من أحداث كبرى في حياة الأمة الاسبانية.
وذكر أن مادرياغا كانت تصر على أن تاريخ الريف أثر على ازديادها في وسط عائلي جمهوري، وساهم في كينونتها كمؤرخة ارتبط مصيرها العلمي بثورة الريف وبقائدها الإستثنائي.
