الرئيسية / سياسة / المنوزي عن التسجيل الصوتي: الفساد يشمل كل وساطة بإسم الإحسان

المنوزي عن التسجيل الصوتي: الفساد يشمل كل وساطة بإسم الإحسان

الأستاذ مصطفى المانوزي
سياسة
Sakina Al-Muhtadi 09 يوليو 2022 - 13:00
A+ / A-

خرج مصطفى المنوزي، رئيس أكاديمية الحكامة الأمنية والأمن القضائي، عن صمته عبر تدوينة فيسبوكية طالب من خلالها الدولة بإعمال القانون، عقب تسريب مقطع صوتي يوثق لحديث دار بين مجموعة من المسؤوليين القضائيين حول ابتزاز أمهات من قبل محامية بغرض تمكين أبنائهن من الخروج من أسوار السجن.

وحمل التسجيل الصوتي، حديثا مفصلا عن الواقعة دار بين رئيسة غرفة محكمة النقض وعضو المجلس الأعلى للسلطة القضائية سابقا، ومستشارين بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء (غرفة الجنايات).

ووبخت من خلاله رئيسة الغرفة المستشارين، مبرزة أن ما قامت به المحامية من ابتزاز للأمهات عن طريق طلبها مبالغ مالية منهن قدرت بـ”20000″ لكل قاض على حدى، لا يمت لا للقانون ولا للإنسانية بأي صلة خاصة وأن وضعيتهن المادية لا تسمح.

وقال المنوزي، تعقيبا على المكالمة المسربة، إن “مناهضة الفساد تقتضي شن الدولة ومؤسساتها المختصة حربا طويلة الأمد وليس فقط حملة تشذيب عابرة، وإذا كان لابد من تدرج لتحقيق إنتقال ناعم إلى مفهوم جديد للعدل والسلطة، فعلى المتضررين أن يتركوا مهمة تغيير المنكر باليد للدولة ومؤسساتها المختصة والقانون، مادام الفساد يتجاوز نطاق المسؤولية التقصيرية، وإلا فالتغيير باللسان ( التعبير والبوح والفضح) يمكن أن يدعم كل المعارك اليومية التخليقية والتأديبية والتحسيسية، من خلال الطعن المسطري والنقد القانوني والسياسي، فالتمرين على تجويد الفعل العمومي، خاصة في مجال الأمن والقضاء، يستدعي نشر الوقائع و الممارسات المشوبة بالأخطاء الجسيمة”، مشددا على ضرورة عدم التورط في إصدار أحكام قد تمس ب”قرينة البراءة” أوتؤثر على مسار التحقيق والحقيقة القضائية، لأن الخطأ لا يصلحه الخطأ والجريمة لا تُصلح الجريمة، وفق تعبيره.

وحذر رئيس أكاديمية الحكامة الأمنية والأمن القضائي، من الإنتقائية ك”وجه آخر لعملية جس النبض واستمزاج للرأي العام بغاية إمتصاص للنقمة والغضب”.

واسترسل من خلال نفس التدوينة، التي نشرها على حائطه الفيسبوكي، “إن مدونة الأخلاقيات القضائية ليست مجرد ميثاق معنوي، وخطاب حسن النوايا، بل هي دستور بمقتضيات تأديبية، ولكن بنفحة زجرية ورادعة لكل انحراف وانزلاق يمس حق المغاربة في العدالة والنزاهة والمساواة، فليس الفساد يقتصر على فعل إرشاء وعدم حياد فقط، وانما يعني كل وساطة زبونية أو تدخل أو إستغلال نفوذ، ولو كان بإسم الإحسان أو المساعدة أو الإسعاف الخيري”.

واستطرد قائلا: “لذلك ينبغي التعامل مع وقائع التسريب بجدية ومسؤولية وعدم إنتقائية وعدم تعميم، فبوادر الإنحراف هنا وهناك وهنالك، ولا ينفع معها قصدية التواطؤ بذريعة الإصطفاف وبإسم التضامن الفئوي أو المهني أو الحياد السلبي، فالصمت نفسه شرعنة للإفلات من العقاب ومساس بالعدل كأساس للملك وبالعدالة كموطن/ملاذ للإنسان، ولتكن البداية من أنفسنا، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.

وختم المنوزي تدوينته، بالقول، “فمن البسيط إلى المعقد يتدرج الإصلاح عميقا فجذريا، أما التغيير بالقلب بالنسبة لضعاف النفوس والعاجزين عن الفعل والتفكير، فيكفيهم التعليق على المنتوج القضائي الذي لا يروقهم، أو على الأخطاء القضائية والقانونية المضرة بهم، إن كان لها محل أو موجب، وذلك بالنقد القانوني النوعي والبناء، ونشره وتعميمه، وذلك أضعف الإيمان بأخلاق العناية وبالأحرى بذلها”.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة