قال محمد ولد أمين، إن الجزائر تتحمل كامل المسؤولية في المشاكل التي تتخبط فيها بلدان الاتحاد المغاربي منذ بدايته، مبرزا أن السياسة التي ينتهجها المسؤولون الجزائريون هي التي تعرقل الوحدة المغاربية.
جاء ذلك عقب مداخلة للوزير الموريتاني السابق، خلال ندوة نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بمدينة الداخلة، بمشاركة متدخلين من المغرب وموريتانيا وتونس، والتي حملت عنوان “في عالم ممزق بين الجوائح والحروب: ما الذي يعيق حلم الاتحاد المغاربي؟”.
محمد ولد أمين، الذي يشغل منصب محام حاليا ومستشار سابق للرئيس الموريتاني، يرى أن الجزائر ارتكبت أخطاء جسيمة في ملف الوحدة المغاربية، موضحا أنه كان سيمتلك الشجاعة لتفسير نفس وجهة نظره في حالة ارتكب المغرب هذه الأخطاء.
وأضاف: “إن أكبر الخاسرين هي الجزائر في تندوف التي تتوفر على أكبر خزان طبيعي، تضيع موارده بسبب موقفها السياسي من المغرب، إننا أمام مكابرة رجل لدولة، والمسؤول يجب أن يتخلى عن المكابرة”، موضحا، “لقد سئمت الديبلوماسية سأتحدث بوضوح، إن من يعرقل الوحدة ليس تونس وليست ليبيا، ونحن في موريتانيا لا يمكننا إلا أن نستفيد من الوحدة والتعاون، فدعوني أقولها بكل بساطة ولا لف ودوران الجزائر هي التي تعرقل هذا الاتحاد”.
وتابع الديبوماسي الموريتاني السابق، إن “الطريقة التي وصل بها المغرب إلى الداخلة والعيون، هي نفسها التي اعتمدتها الجزائر تجاه تندوف، وذات الكيفية التي نالت بها موريتانيا استقلالها، ونفس الطريقة التي تحولت بها لوكسمبورغ إلى دولة مستقلة، وفق تعبيره.
ولفت المتحدث عينه، إلى أن مدينة الداخلة أضحت في ظل سلطة المملكة مدينة ذات طابع متحضر، معربا عن انتمائه الوثيق لهذه المدينة.
كما أشاد ولد أمين، بترشيح الأحزاب المغربية بأقاليم الصحراء لشخصيات صحراوية في الانتخابات.
وفي السياق، نادى ولد أمين بضرورة التطلع إلى تجربة الاتحاد الأوروبي بغية تجديد النفس بالاتحاد المغاربي، معتبرا أن تشكيل الاتحاد الأوروبي فكرة خلاقة كان هدفها الرئيسي هو تفادي الحرب والنزاعات التي تقع بين الدول، خاصة بالنسبة لفرنسا وألمانيا.
وزاد قائلا: “لم يبقى في أيدينا إلا مقترحات الرئيس التونسي الراحل، القايد الباجي السبسي الذي سبق أن قام بوساطات بين الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد، وتدخل لتبادل الأسرى بين البلدين”.
وانتقد الديبلوماسي استمرار فرض المغرب تأشيرة العبور، عكس دول إفريقية أخرى يتمكن مواطنوها من دخول المملكة بدون أي “فيزا”، مشيرا إلى أن موريتانيا لا تفرض التأشيرة المسبقة على المغاربة، بل تطلبها في المركز الحدودي.
وتساءل محمد ولد أمين عن سبب هذا الموقف المغربي تجاه موريتانيا، قائلا: “هل المغرب منزعج من المواقف السياسية لموريتانيا؟، إذا كان كذلك فهو أمر غريب، لأنه يجب أن يكون المغرب حينها أكثر انزعاجا من الجزائريين الذين يدخلون المغرب بدون تأشيرة رغم الخلافات الكبيرة بين البلدين”.
وأوضح المحامي الموريتاني، بأن الناس على الأرض لا يؤمنون بهذه الحدود، لافتا إلى أنه خلال أيام الاحتلال الإسباني، كانت هناك خطوط جوية بين الصحراء وموريتانيا ويتم الدخول إليها بدون تأشيرة، داعيا إلى ضرورة كسر جبل الجليد في العلاقات بين المغرب وموريتانيا.
جدير بالذكر، أن الندوة عرفت مشاركة كل من البرلمانية الموريتانية زينب منت التقي، والكاتب والإعلامي التونسي المقيم ببريطانيا عادل الحامدي، ورئيس جهة الداخلة وادي الذهب الخطاط ينجا، والباحث في الشؤون الإفريقية الموساوي العجلاوي، فيما سير الندوة الإعلامي المغربي عبد الرحمن العدوي.
وتندرج الندوة ضمن فعاليات الجمع العام الاستثنائي الذي تنظمه الفيدرالية المغربية ل”ناشري الصحف” بمدينة الداخلة، يومي 22 و23 يوليوز الجاري، والذي يعتبر أول لقاء من هذا النوع تعقده الفيدرالية بالصحراء المغربية.
