الرئيسية / سياسة / الوديع يقارن بين مصالحة "الأبارتايد" و"سنوات الرصاص".. ويتحدث عن حقائق مسكوت عنها

الوديع يقارن بين مصالحة "الأبارتايد" و"سنوات الرصاص".. ويتحدث عن حقائق مسكوت عنها

سياسة
حاورته: سكينة المهتدي 04 أغسطس 2022 - 17:00
A+ / A-

وجه صلاح الوديع، المعتقل السياسي السابق، والكاتب والفاعل الحقوقي المؤسس لـ”حركة ضمير”، رسالة شديدة اللهجة سنة 1999، إلى مدير الشرطة القضائية قدور اليوسفي، الذي كان آنذاك رئيسا لمقر الأمن المتواجد بدرب مولاي شريف، بمدينة الدار البيضاء.

وعلى مدى عقود، كان قدور اليوسفي يشغل منصب نائب المدير الرسمي لـ”الفرقة الوطنية للشرطة القضائية”، ورمزا من الرموز الأكثر سوء في “سنوات الرصاص”، إذ لا تخلوا من إسمه مذكرات من اعتقلوا وعايشوا الويلات بسبب بطشه.

ومع رحيل اليوسفي عن دنيا الناس، تحضر ذكراه عند كثير من المعتقلين والأسر المكلومة من الفقدان، الوديع واحد من هؤلاء شارك منبرنا في حوار شامل ردة فعله لحظة سماع خبر وفاة من كان سببا في تعذيب وحشي يصعب وضعه طي النسيان.

ووصف الوديع اليوسفي بـ”جلاد المملكة”، ومهندس الاحتجاز والخطف والتعذيب في درب مولاي الشريف سيء السمعة.

وبصفة حصرية، كشف المعتقل السياسي السابق صلاح الوديع لموقع “فبراير.كوم” عن الدوافع التي حكمته من أجل نشر رسالة مفتوحة، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، ولم ينتظر إلى ما بعد وفاته.

وفي العام الثالث والعشرين من غياب الملك الراحل الحسن الثاني، ذهب إلى دار البقاء أحد “أقطاب القمع” و”أعلامه الكبار”، وسط غبن كبير يخيم على المعتقلين السابقين وذويهم.

جلاد مع سبق الإصرار والترصد

من باب “اذكروا أمواتكم بخير” كان عسيرا على المعتقل السابق التحدث في الموضوع، خاصة وأن المعني بالأمر فارق الحياة، وسط مطالب بالاعتذار للضحايا والشعب، من أجل بدء صفحة مصالحة جديدة وتجاوز ثنايا الماضي بالاعتراف بفظائعه، وبضمانات عدم تكرارها.

وتحدث الفاعل الحقوقي عن مسؤولية البنية و النسق الثقافي في تحويل الإنسان إلى حثالة آدمية أو آلة لإنتاج الشر والمعاناة من دون أن يرف له جفن، وفق تعبيره.

وتابع المتحدث: “وليس في حق شخص واحد وإنما في حق كثيرين وبشكل مجاني، وعلى مدار سنين مضت لم يسائل فيها اليوسفي نفسه قط حول مآل ضحاياه وما جدوى عمله ذاك”.

وأردف قائلا: “السلطة والنفوذ ساعدا هذا الإنسان على أن يصبح شيطانا فوق الأرض، وأنا لا أوجه حديثي إلى شخصه، أو من شابهه، وإنما إلى شخص الجلاد فيهم.

وزاد المعتقل السابق، “وقد خرجت من هاته التجربة بخلاصة واضحة، أن اليوسفي من أحط وأخبث الأفراد فوق الأرض، وأكثرهم سفالة، لأنه يعرف مكامن ألمك ويذهب بالضبط إلى تلك المناطق ويؤذيك فيها وجدانيا ونفسيا وروحانيا”.

هيئة الإنصاف والمصالحة

وحديثا عن هيئة الإنصاف والمصالحة، التي وقع عليها الملك محمد السادس سنة 2004، لمساعدة ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والنظر في عددٍ من القضايا، بما في ذلك قضايا التعذيب والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية التي ارتكبها “المخزن”.

قال الوديع في حواره مع “منبرنا”، إن “هناك أشياء عدة تحققت وأخرى تتطلب الاستمرار ربما، خاصة منها التي لم تكشف بعد حقيقتها احتراما للعوائل المتضررة” .

وأضاف مؤسس حركة “ضمير”، “اليوم يجب العمل على حفظ الذاكرة بمختلف المناطق التي مستها السياسة القمعية، المنتهكة لحقوق الإنسان”.

واستحضر الوديع ندوة في باريس تشارك فيها مع الحاضرين، التعويضات التي أعلنت عنها الدولة في هذا الإطار لجبر الضرر، حيث لامس تجربة العدالة الانتقالية الجنوب الإفريقية، التي في نظره لم تظاهي نظيرتها المغربية رغم أنها سبقتها بسنوات.

وحسب الناشط السياسي، فإن قدور اليوسفي “نجح في مهمته حتى أصبح مرجعا لا يعلى عليه في مجاله، ولو كانت هناك درجة دكتوراه أو جوائز دولية في فنون التعذيب، لفاز بها “الجلاد” عن جدارة واستحقاق، طبعا باسم المغرب الذي سترفرف حينها رايته خفاقة بين رايات الاستبداد”، على حد قوله.

وقد كان قدور اليوسفي في قلب زوبعة، منتصف التسعينيات، بعدما تعرف عليه ضحايا سابقون، مثل المسؤول الأممي المغربي جمال بنعمر، وهو مشارك ضمن وفد رسمي مغربي خلال مؤتمر دولي ضد التعذيب.

ومنذ انتشار خبر وفاته، تبادل العديد من المناضلين والحقوقيين رسائل الخبر بالهاتف والوتساب، فيما اختار جلهم له لقب “جلاد المملكة الأول”، وترك بعضا من علامات القهر والتنكيل موشومة في الأذهان والأرواح قبل الأجساد.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة