تتواصل موجة الحر السبت في جزء كبير من فرنسا قبل هبوب العواصف الرعدية والمطرية مساءً، قادمة من الغرب، في أجواء يمكن أن تساعد عناصر الإطفاء على مكافحة الحرائق في جيروند وجزر لاند.
ومازالت 19 مقاطعة تمتد من الجنوب الغربي إلى فينيستير في حالة التأهب من الدرجة البرتقالية، لكن من المتوقع أن تنحسر موجة الحر هذه الأحد، مع حدوث عواصف رعدية فوق معظم أنحاء فرنسا، بما فيها كورسيكا، حيث حالة التأهب عند الدرجة البرتقالية أيضا مع توقع عواصف رعدية.
إلا أنه مازال من الصعب التنبؤ بتأثير العواصف الرعدية على الحرائق المستعرة، لاسيما بسبب الرياح العاتية التي يمكن أن تشكل عائقاً أمام رجال الإطفاء.
وبعد شهر من حريقين ضخمين شهدتهما جيروند، الأول في لانديراس والثاني في تيستي دو بوك، لم يطرأ على تجدد الحريق أي تغيير لأكثر من 48 ساعة بعد تدمير 7400 هكتار من أشجار الصنوبر.
ومساء الجمعة، سُمح لسكان بعض القطاعات في مقاطعة لاند بالعودة إلى منازلهم. والسبت قررت السلطات إعادة فتح الطريق السريع A63 الذي يربط مدينة بوردو (غرب) بإسبانيا، والمغلق منذ الأربعاء على امتداد 20 كلم.
وحذرت قائدة الشرطة في جيروند فابيين بوسيو من أن “النيران مازال مشتعلة على الجانب الغربي”، مشيرة إلى تعبئة ألف عنصر إطفاء، مدعومين من زملائهم الألمان والرومانيين الذين يتقدمون 361 من عناصر الإطفاء، بعضهم من بولندا والنمسا كذلك.
– “نريد تقديم المساعدة” –
قال تون نيوهالفيل، وهو رجل إطفاء ألماني يبلغ من العمر 36 عامًا: “هنا، نحن جميعًا متطوعون.. تلقينا تدريباً، ونريد تقديم المساعدة”، مشيراً إلى أنه واجه حريقًا “هائلا” لم يصادف أن واجهه في ألمانيا.
ووصلت الجمعة قاذفتان مائيتان إيطاليتان من طراز “كنداير” وأخريان يونانيتان إلى قاعدة جوية قرب مدينة بوردو. وقال القائد أناستاسيس ساريوغلو (36 عاماً) الذي يقوم بأول مهمة له في فرنسا: “نحن سعداء لأننا نعلم أننا نساعدكم أيها الأصدقاء”.
في أوستان، أكد رئيس المفرزة الكولونيل الروماني كريستيان بوهايانو أن رجال الإطفاء الـ 77 – “مستعدون للتوجه إلى الموقع”، وسينضم إليهم لاحقاً 21 عنصر إطفاء من بولينيزيا.
وبعد الظهر، قال الرئيس إيمانويل ماكرون في تغريدة: “إنهم يأتون من الجانب الآخر من العالم لدعم رفاقهم الذين يكافحون النيران في جيروند: شكرًا لرجال الإطفاء في بولينيزيا على تضامنهم”.
في فرنسا، أتت الحرائق على ثلاثة أضعاف المعدل السنوي للمساحة المحروقة خلال السنوات العشر الماضية، ما يشكل رقماً قياسياً في الاتحاد الأوروبي منذ بداية السجلات عام 2006.
وحتى الجورا ذات المناخ المعتدل أصابها حريقان.
في بريتاني، دمر حريق ما يقرب من 300 هكتار الجمعة في غابات تقع غرب مدينة رين. وعند عصر الجمعة، تم “احتواء الثلثين”، على ما ذكر قائد الشرطة في مقاطعة موربيهان باسكال بولو.
في أرديش، “تمت السيطرة” على الحريق الذي دمر ما لا يقل عن 320 هكتارًا، وفق ما أعلنت قيادة الشرطة في المقاطعة بعد ظهر الجمعة، مضيفة أن من 150 إلى 200 من رجال الإطفاء مازالوا في حالة تعبئة.
وفي مواجهة هذا الوضع “الاستثنائي”، اتخذت العديد من الشركات الفرنسية الكبرى – كارفور وأورانج وإي دي إف وأكسا وأوشان- تدابير لتسهيل تطوع عدد من موظفيها، استجابة لنداء وزير الداخلية جيرالد دارمانين.
ومساء الجمعة، طلب الوزير أيضا من قيادة الشرطة “توخي الحذر بشكل خاص”، أو حتى إلغاء الاحتفالات بالألعاب النارية التقليدية في 15 غشت بسبب “ارتفاع مخاطر اندلاع الحرائق”.
– جفاف –
نبهت هيئة الأرصاد الجوية إلى أن هطول الأمطار المتوقع اعتبارًا من مساء السبت لن يكون كافياً لمعالجة الجفاف غير المسبوق الذي تشهده البلاد، حيث انخفض متوسط هطول الأمطار في شهر يوليوز إلى أقل سنتيمتر واحد.
وحذرت كلير شانال، المتنبئة بالأرصاد، خلال مؤتمر صحافي مساء الجمعة، من أن “العواصف ستهب على تربة جافة للغاية، لا تسمح بامتصاص المياه، وتزيد من مخاطر حدوث فيضانات وتساقط البَرَد”.
وفي جزء كبير من فرنسا، يُحظر سقي المزروعات، وقد منع 73 محافظًا المزارعين من سحب المياه في جميع أنحاء أو جزء من مقاطعاتهم.
وفي البرتغال، التي تشهد جفافاً استثنائياً هذا العام مع شهر يوليوز الأشد حرارة منذ ما يقرب من قرن، تم إعلان السيطرة على حريق حديقة سيرا دا إستريلا الطبيعية وسط البلاد.
وليل الجمعة السبت، “تمت السيطرة على الحريق” الذي اندلع منذ أسبوع وأتى على 17 ألف هكتار، حسبما ذكر قائد الحماية المدنية ميغيل كروز لإذاعة “تي إس إف”.
أ.ف.ب