لمح الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، بشكل مباشر إلى الدولة الفرنسية، داعيا إياها اتخاذ موقف واضح تجاه قضية الصحراء المغربية.
وقال الملك في خطابه إن المملكة المغربية تنظر إلى صدق الصداقات ونجاعة الشراكات عبر نظارة ملف مغربية الصحراء، لذا، موجها كلامه لفرنسا “ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”.
وفي ذات الصدد قال المحلل والإعلامي السياسي الخبير في الشؤون الفرنسية، مصطفى طوسة، إن الملك لم يذكر فرنسا بشكل مباشر، لكن الجميع يعرف أن كلماته موجهة نحو باريس.
وأشار طوسة في تصريح لموقع “فبراير.كوم” إلى أن الخطاب الملكي كان دبلوماسيا وهجوميا في ذات الآن، حيث أكد الملك من خلال عبارات الخطاب على عدم قبول المواقف الرمادية وغير الواضحة.
وأضاف طوسة أن الملك طالب شركائه التقليديين والجدد بالخروج من مناطق راحتهم، والاعتراف بشكل رسمي بمغربية الصحراء.
وتابع طوسة قائلا إن العاهل المغربي، طلب من فرنسا بتحيين موقفها تجاه قضية الصحراء خاصة بعد الاعتراف الأمريكي والموقف الإسباني الإيجابي تجاه مبادرة الحكم الذاتي، وأيضا بعد الدعم العربي والإسرائيلي للوحدة الترابية للمملكة.
ورأى طوسة أن الرباط كغيرها من العواصم المعنية بهذا النزاع، ستراقب كل صغيرة وكبيرة ضمن تصريحات وخرجات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي يزور الجزائر الأسبوع المقبل.
وتوقع طوسة أن يرد ماكرون على كلمات الملك محمد السادس، بشكل أو بآخر، وسيظهر مدى تأثر فرنسا بخطاب ثورة الملك والشعب.
وأضاف أن ماكرون، ورغم عامل الضغط في الجزائر، يعرف أن حل التوترات الإقليمية تمر عبر حل نزاع الصحراء، ما سيجبره على التفاعل مع خطاب الملك حتى وإن كان في الجزائر.
