كشفت صحيفة “الكونفدنيسيال” الإسبانية، أن جهود الدبلوماسية المغربية ورئيسها ناصر بوريطة، أحبطت “ما كان يمكن أن يكون تقاربا بين إسبانيا والجزائر ” اللذان يعيشان على وقع أزمة دبلوماسية منذ خمسة أشهر.
واعتبرت الصحيفة الاسبانية، أن الدبلوماسية المغربية أثبتت مرة أخرى الأسبوع الماضي، أنها قادرة على “الضغط على إسبانيا والاتحاد الأوروبي بغية عدم انزياحهما عن دعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء”.
وأوضح المصدر الإسباني، أن مدريد أرادت من جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، لعب دور الوسيط بينها وبين الحكومة الجزائرية.
وأضافت أنه وبناء على طلب وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل الباريس، التقى بوريل، في 26 مارس في الدوحة، بوزير الخارجية الجزائرية، رمتان لعمامرة، لاستكشاف إمكانيات التغلب على الأزمة.
وأشارت إلى أن بوريل أجرى بناء على طلب ألباريس أيضا، “محادثتين غير وديتين” مع لعمامرة في أوائل يونيو بعد قرار الجزائر تعليق اتفاقية التجارة مع إسبانيا معروفًا، وبالتالي خرق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر لعام 2005.
وامتدت وساطة المسؤول الأوروبي، إلى خروجه المفاجئ، في لقاء مع القناة الإسبانية TVE في 23 غشت، حيث صرح قائلا: “إن موقف الحكومة الإسبانية، وموقف الاتحاد الأوروبي، هو الدفاع عن إجراء مشاورات حتى يكون الشعب الصحراوي هو الذي يقرر كيف يريد أن يكون مستقبله”.
وحسب الصحيفة الاسبانية، بناء على تصريح من مسؤول جزائري بارز طلب عدم ذكر اسمه، فإن خروج بوريل الإعلامي، كان سيتبعه تصريح إسباني، من خلال إعلان رسمي من الحكومة الإسبانية تؤكد فيه أنها “ستمتثل للشرعية الدولية وتحترم وحدة أراضي المغرب في حدودها المعترف بها قانونًا والتي لا تشمل الصحراء”، كل هذا من أجل فتح فرصة حل الأزمة الإسبانية الجزائرية.
في المقابل، قالت الصحيفة ذاتها، إن ناصر بوريطة سرعان ما أخذ على عاتقه إغلاق تلك الفرصة، وضاعف الدعوات الموجهة إلى بوريل ليطلب منه تصحيح الأمر، وإلى البارس لتأكيد الموقف الإسباني الداعم لخطة الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية.
وفي 24 غشت الجاري، وبعد يوم واحد من الخروج الإعلامي الأول، قال بوريل في تصريحات لوكالة “إيفي” الاسبانية الرسمية، إن الاتحاد الأوروبي “يرى عن أن حل مشكلة الصحراء يمر عبر حل يتفق عليه الطرفان في إطار قرارات الأمم المتحدة”، حيث لم يذكر “حق تقرير المصير”.
وشدد على أن “موقف الحكومة الإسبانية ولا يتعارض مع موقف الاتحاد الأوروبي بشأن قضية الصحراء”.
وفي نفس اليوم، 24 غشت، قالت “الكونفيدينسيال” إن ألباريس ذهل ليلا إلى استديوهات إذاعة “كادينا سير” وكرر مرارا وتكرارا صحة الإعلان الإسباني المغربي الصادر في 7 أبريل، الموقع بمناسبة زيارة سانشيز إلى الرباط، والذي “تعتبر إسبانيا فيه المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمت في عام 2007، الأساس الأكثر واقعية ومصداقية لحل هذا الخلاف “في الصحراء.
من وجهة نظر الرباط، تضيف الصحيفة ذاتها، أن بوريل وجب أن يدفع ثمن “زلة اللسان” حسب وصف بوريطة، إذ كان يعتزم السفر إلى المغرب في شتنبر، لكنها ألغيت من الجانب المغربي، وفق تقارير صحفية متطابقة.
