الرئيسية / سياسة / قيس سعيد يُفرمل حلم اتفاقية مراكش ويعيد حلم "المغرب الكبير" لنقطة الصفر

قيس سعيد يُفرمل حلم اتفاقية مراكش ويعيد حلم "المغرب الكبير" لنقطة الصفر

سياسة
أنس أكتاو 30 أغسطس 2022 - 19:00
A+ / A-

يعيش حلم الوصول إلى الاتحاد المغرب العربي/ الكبير، محكا صعبا وانحرافا كبيرا عن الأهداف التأسيسية التي بنا عليها زعماء البلدان الخمسة في مراكش 1989، المتمثلة في تكامل سياسات واقتصاديات الدول المؤسسة.

واصطدم الحلم في الآونة الأخيرة بما وصف بـ”طعنة في الظهر” وجهها النظام الحاكم في تونس برئاسة قيس سعيد، عندما خرج عن الدستور التونسي وعن حياد حكام تونس منذ استقلالها بشأن قضية الصحراء المغربية، باستقباله زعيم جبهة البوليساريو.

وتعتبر الدولة التونسية الوحيدة التي قامت بدسترة الاتحاد المغاربي في دستورها لسنة 2014، والذي يقول فصله الخامس إن “الجمهورية التونسية جزء من المغرب العربي، تعمل على تحقيق وحدته وتتخذ كافة التدابير لتجسيمه”.

وحول هذه النقطة بالذات، قال المحلل السياسي المغربي إدريس الكريني، إن نظام قيس سعيد انقلب على اتفاقية مراكش والتي نصت على أن اتحاد المغربي العربي الكبير يتكون من 5 دول هي المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا.

وأضاف الكريني في تصريحات لموقع “فبراير.كوم” بأن استقبال سعيد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، بهذا الشكل الرسمي، هو من جهة خروج عن الحياد الإيجابي الذي ما فتئ رؤساء تونس يمثلونه منذ تفجر أزمة نزاع الصحراء المغربية.

ومن جهة أخرى، رأى الكريني أن قيس سعيد أساء للمغرب باستقباله شخصا له توجهات انفصالية ويسعى لتقسيم المملكة، خصوصا وأن الرباط لم يسبق لها أن سلكت أي سلوك معاد للمصالح التونسية، بل إن المغرب له أياد بيضاء تاريخيا على تونس، يضيف الكريني.

وأردف الكريني بأن سلوك قيس سعيد “النشاز”، وفق تعبيره، يطرح سؤالا حول مستقبل الاتحاد المغاربي، إذ أن تونس ستتحمل الآن جزءا من تبعات وضعية الاتحاد، خصوصا أن الرهان كان عليها من أجل لعب دور الوساطة بين المغرب والجزائر، وليس التمترس خلف الجزائر الداعمة الأطروحة الانفصالية، يؤكد الكريني.

واعتبر الكريني، أن سؤال مستقبل الاتحاد المغاربي يبقى متجددا منذ إغلاق الحدود المغربية الجزائرية واستمرار الإغلاق، رغم الدعوات التي أطلقها المغرب من جهات عليا لخلق آلية لتشبيك العلاقات.

وذكر في ذات الصدد أن الأمر سيزداد سوءا مع قرار الجزائر قطع علاقاتها مع المملكة من جانب واحد، وهو الأمر الذي أحبط مطالب وطموحات مثقفين وفعاليات مدنية للوصول لفضاء مغاربي أرحب يسمح بالتواصل والتنمية واستثمار الإمكانيات البشرية والمادية والاستراتيجية المهدورة.

وخلص الكريني إلى أن الوقت الحالي هو محطة تقتضي استحضار العقل والتفكير في المستقبل والعمل على تجاوز وتدبير هذه الأزمة بقدر من المسؤولية والحذر حتى لا تضيع المكتسبات ولو على قلتها، حسب المتحدث.

وتابع قائلا بأن العمل يجب أن ينكب على إنقاذ مكتسب الاتحاد المغاربي والدفع بعجلته، معتبرا أنه سيكون البوابة نحو تحقيق السلم المستدام في المنطقة المغاربية وتعزيز التنمية والاستفادة من الإمكانات الهائلة التي تحظى بها دول الاتحاد الخمسة.

من جانبه، يؤمن الخبير القانوني والمحلل السياسي صبري الحو بأن تكوين اتحاد مغاربي سبقى أملا يراود كل الأجيال المغاربية مادام عنصر التكامل قائما.

وفي حديث مع موقع “فبراير.كوم”، أشار المحامي المغربي إلى أن تونس بورقيبة وبن علي والمرزوقي كانت تتهم الجزائر بكونها مصدر الصعوبات وسبب المعيقات في مسار التكوين وبناء الثقة.

في حين، يضيف صبري الحو، أن قيس يعيد انضم إلى هذا الصف، وسقط سقطة مدوية في يد وقبضة النظام الجزائري، مستطردا بأن كل ذلك ليس من عقيدة وقناعة الشعب التونسي الذي مازال يساند الحق وينظر الى تصرف رئيسه أنها خطيئة لا تغتفر.

ورأى المتحدث أن ما سبق كفيل بأن يبقى أمل الشعوب في الوحدة مادامت الارادة حية وقائمة، وأن العارض الذي تسبب فيه قيس سعيد سيزول بزواله، وفق تعبيره.

وأكد أن سعيد رئيس الذي يفتقد إلى شرعية الاستمرار بعد الدستور التونسي الجديد، وحظوظ إعادة انتخابه غير قائمة، ولهذا لا يقدر اللجوء الى الانتخابات.

وختم صبري الحو حديثه بالقول بأن أمور المغرب الكبير تعقدت، لأن الكل يبنى على الثقة، وفي ظل غيابها فإن التفكك هو الذي يسود ويطغى، بيد أن تصرف سعيد لا يقوم أمام توفر الإرادة الجماعية، كون الحلم حلم جماعي وليس مرتبطا بالرئيس التونسي الحالي.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة