قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن زيارة ماكرون إلى الجزائر كانت شيئا منتظرا بكل تأكيد.
وأضاف تاج الدين الحسيني في حوار مصور مع فبراير.كوم حول تطورات الوضع الاقليم في شمال افريقيا “فرنسا والحزائر تجمعهما روابط ومصالح مشتركة، يتصدرها الماضي الإستعماري، حيث استعمرت فرنسا الجزائر لمدة تفوق 130 سنة، إضافة إلى ذلك كانت فرنسا قد اقتطعت أراضي من الحدود الشرقية المغربية وضمتها إلى الجزائر.
وأشار المحلل السياسي، خلال حديثه مع “فبراير”، بأن فرنسا تعاني من علاقاتها مع الجزائر فيما يتعلق بآثار التجارب النووية في الصحراء الجنوبية، وأيضا مشاكل الهجرة المرتبطة بآلاف المهاجرين الجزائريين الذين يتجهون نحو التراب الفرنسي.
واسترسل المحلل السياسي، بأنه بعد الحرب الأوكرانية، وجدت فرنسا نفسها مضطرة للجوء مجددا إلى الجزائر، وبالتالي فزيارة ماكرون جاءت في إطار إحداث نوع من التوازن بين المطالب الجزائرية المتعلقة بالإعتذار والاعتراف بالذاكرة، وأيضا قضية مشاكل التعويضات عن الأضرار الناتجة عن الاستعمال النووي في الصحراء، وأيضا مراجعة موقف فرنسا من الصحراء، لكون أن النظام الجزائري دائما يعتبر بأن فرنسا هي التي تسند المغرب في مجلس الأمن.
ويرى تاج الدين الحسيني، بأن فرنسا لها نوع من العقيدة بخصوص منطقة شمال إفريقيا، موضحا أن الدولة الأوربية تعرف جيدا أن المحورين المركزيين في شمال إفريقيا هما المغرب والجزائر.
وكشف المحلل السياسي، خلال حديثه مع “فبراير”، بأن فرنسا لها طموحات وعلاقات متفاوتة بين الطرفين، كما أنها تحاول أن تحقق أفضل النتائج من خلال التنافس القائم بينهما.
وأضاف المتحدث ذاته “مسألة الأزمة في العلاقات الفرنسية المغربية والعلاقات الجزائية الفرنسية، قائمة بشكل مستمر لكنها قد تسير في إطار تصاعدي ثم تتراجع إلى حد الوصول إلى الصداقة المفتوحة”.
