الرئيسية / ثقافة و فن / من الملاعب إلى المهرجانات.. "فيروس الشغب" ينخر الرياضة والفن

من الملاعب إلى المهرجانات.. "فيروس الشغب" ينخر الرياضة والفن

شغب الملاعب والمهرجانات
ثقافة و فن
نهيلة بلفضيل 05 أكتوبر 2022 - 20:30
A+ / A-
لم تعد الفرجة ماتعة ولا الاستمتاع حاضرا، بعدما تسلل “فيروس الشغب” خلسة من مدرجات الملاعب لمنصات المهرجانات، فأضحت الفرحة قرحة وبدل الهروب للرياضة والفن، انقلبت الموزاين للهروب منها .
من المباريات للمهرجات، تحولت الانتعاشة الرياضية والفنية لساحة بلطجة وعراك، بل وحتى موت في بعض الأحيان، فلم يكن مهرجان “البولفار” الأول الذي عرف شغبا وفوضى عارمة تسببت في إصابات بليغة، بل الحادثة كانت مشابهة لما وقع في مهرجان “موازين” سنة 2009، إلا أن الأمر كان الأكثر خطورة، بوفاة 11 شخصا بسبب التدافع، في حفل للمغني الشعبي عبد العزيز الستاتي، حضره 70 ألف شخصا.

الشغب و”ثقافة الحشود”

 الشغب لم ينتقل من الملاعب للمهرجانات، بل كان موجودا بيننا دوما، يقول د. مصطفى الشكدالي، المختص في علم النفس الاجتماعي، وإنما تفسيره الوحيد هي سيكولوجية الحشود التي تحكمه، والتي يتمأسس عليها لكونها قاسما مشتركا بين شغب الملاعب وشغب المهرجانات.

ويضيف الشكدالي، في تصريحه ل “فبراير”، بأن الأمر عندما يتعلق بالحشود فالأنا الفردي يدوب في أنا الحشد، بحيث يطرأ تأثير كبيرعلى الأفراد عن طريق انخراطهم في الهيجان وفي نوع من الشعور بالعظمة.

فظاهرة الشغب ظاهرة ملفتة للنظر، لأنها تطال الآن مجالات لا عهد لها بها خاصة منها مجال الفن.

حيث يرى الناقد الفني محمد شويكة أنه في بعض المهرجانات والتظاهرات الفنية كانت تحدث بعض المشادات بين المتفرجين، لأسباب أو لأخرى، لكنها في آخر المطاف تبقى خصومات عادية وسرعان ما يتم احتواؤها، مستدركا في قوله على أن هذه الظاهرة اليوم تسلك مسارا مخالفا، وليست خاصة بالمجتمع المغربي بل تتسم بطابع الكونية، فالإنسان بطبعه حينما ينتقل من لحظة الانتشاء ولحظة الفرح يمكنه أن ينزاح نحو اتجاهات أخرى.

“قلة التربية” و “الكبت”.. وجهان لعملة الشغب

إن ظاهرة الشغب لها جدور تربوية تتجلى أساسا في مشكل التربية داخل الأسرة، وفي المنظومة القيمية التي يتلقونها، حسب ما يراه محمد شويكة، مضيفا أن المشكل يتجلى أساسا في مسألة التأطير، وغياب الفضاءات الثقافية والترفيهية التي من واجبها أن تعنى بهؤلاء الشباب

وتابع الناقد الفني في حديثه مع فبراير”، “أن الشاب الذي يمارس العنف، ففعله هذا ناتج عن بيئة اجتماعية معينة، وظروف اقتصادية تحكم واقعه، لكن ليس بمعنى أن الفقر يؤدي للعنف، وإنما هي نقط ضعف وخصاص ونقص وحالة من الضيق يعيشها الفرد، تولد لديه إحساسا دفينا بالحرمان.

هذا الحرمان، يوضح شويكة، يوسوس للفرد بأفكار انتقامية وعدوانية تجاه ذاته وتجاه الغير، وعندما تأتيه الفرص يستحضر فيها إحباطه وحرمانه وكل طاقاته المكبوتة، عن طريق ممارسة سلوكات عدوانية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

الشكدالي أيضا، يجد على أنه هناك نقص على مستوى المؤسسات التعليمية والتوجيهية، فعلينا ان نربي شبابا يتحكمون في ذواتهم واحترام الآخر، بكل وعي ونضج، عوض ما أصبحنا نسمع كلمات نابية وخادشة للحياء.

الشغب الرياضي يسائل تأطير الإلتراس

الدوافع لا تنحصر فقط على مستوى الأسرة والتربية، بل أيضا على مستوى الإعلام الذي يلعب دورا طلائعيا في تمرير رسائل هادفة لهؤلاء الشباب، والتأثير فيهم بالوقع الإيجابي، كما هو الحال بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي، يرى الشكدالي.

من نفس المنظور، يعتبرالناقد الرياضي محمد الماغودي، أن مواقع التواصل الاجتماعي لها وقع كبير في هذا الشغب الذي أصبحنا نعيشه اليوم، خاصة منها تلك الصفحات الفيسبوكية التي تؤثر على السلوك والعقل، في نشرها لخطاب الكراهية والتحريض على القيام بمختلف أعمال الشغب، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في بعض الأحيان.

وفي المجال الرياضي، يعتقد المتحدث عينه أن الالتراس بدورها يجب أن ترقى لمستوى التأطير والتوعية، بين صفوف منخرطيها والجمهور أيضا، كون ما تقدمه لا ينحصر فقط على التشجيع والتنسيق داخل المدرجات، بل يتجاوز ذلك نحو إعطاء صورة حضارية توعوية لكل من يؤتتون المباريات”.

الشباب وشغف “البولفار”

يغلق الشغب باب متنفس الشباب ويضيق الخناق عليهم، يجعلهم تائهون عن ملجئهم ومقصدهم الذي يفرغون عن طريقه طاقاتهم السلبية.

ما وقع في “البولفار”، جعل فئة من جمهوره الوفي يظل متشبتا بحبه لهذا المهرجان، مؤمنين بأن الحشود التي انكبت من كل فج عميق، لا تمت لجمهور”البولفار” ولا للموسيقى بأي صلة.

أشرف واحد من هؤلاء، ظل يدافع عن حبه وشغفه للبولفار، وأكد في تصريحه ل”فبراير” انتظاره الدائم لهذا الحدث السنوي للاستمتاع بموسيقته المفضلة ولملاقاة الأصدقاء وأهل الفن، في أجواء وصفها ب “الاحترافية” و”العائلية” التي لا تقدر بثمن على حد قوله.

 لا نريد إلغاء المهرجانات أو إغلاق الملاعب، بل نطمع في مهرجانات أخرى إضافية نتنفس بها وبفنها فما أحوجنا لهذا، يردف أشرف.

التعليم والإعلام.. من المسؤول؟

الماغودي :” وجب الرفع من القوانين المؤطرة، وكذا إعادة الدور التربوي للمؤسسات التعليمية، وأن يتحمل الإعلام العمومي مسؤوليته في التوعية والتأطير”.

محمد شويكة : “الفن الذي لا يؤدب الإنسان إلى التعالي على مستوى سلوكه، والرياضة أيضا التي لا تؤدب الإنسان إلى امتصاص الغضب وتحويل طاقته السلبية إلى طاقة إيجابية، فهما ينحرفان عن دورهما الأصلي”.

الشكدالي : “لا توجد حلول  سحرية لكن على الجماهير أن ترفع من مستوى إدراكها واستيعابها للقيم والأخلاق”

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة