الرئيسية / رياضة / نايف أكرد.. "صناعة مغربية" تنشد العالمية

نايف أكرد.. "صناعة مغربية" تنشد العالمية

رياضة
خولة الشرقاني 03 نوفمبر 2022 - 15:32
A+ / A-

صنع من نفسه أشهر وأبرز الشخصيات الرياضية لهذه السنة، موهبة مغربية استثنائية صفقت لها الأيادي المغربية قبل أن تقف لها الجماهير الفرنسية والانجليزية.

إنه نايف أكرد اللاعب الذي تسلق سلم النجومية، في صمت، وبصم مشواره بعنوان الكفاح والتميز، ليصبح اليوم أغلى مدافع أوسط  في تاريخ إفريقيا.

ترعرع المدافع المغربي بمدينة تتنفس كرة القدم، وباسم عائلي تردد في الثمانينات لفريق حصد الأخضر واليابس، اسم يذكره المغاربة بثلاثي “الكاك”، حيث كان والده سعيد أكرد أول مغربي يسجل هدفا بالمسابقات العربية سنة 1984، قبل أن يتسلم نجله مشعل التألق، ويكمل ما سطره والده في كتاب النجاح.

بداية الحلم

ازداد نايف أكرد يوم 30 مارس 1996 بمدينة القنيطرة، وقادته الأقدار ليكون شبلا من أسد صال وجال في الملاعب الوطنية والدولية، حيث تم اكتشاف موهبته مبكرا من طرف مسؤولي النادي القنيطري وسط أزقة القنيطرة وهو يراوغ أبناء حيه قرب واد سبو، إلى أن امتدت إليه يد القدر متمثلة في ناصر لاركيت، المدير السابق لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، بعد مشاهدته بأحد البطولات المصغرة بتمارة، ويقرر إلحاقه بالأكادمية، ليبدأ مشوار الألف ميل في سن صغير كلاعب وسط قبل أن يتدخل لاركيت ويغير مركزه إلى مدافع أوسط.

ولأن البدايات لا تكون غالبا مفروشة بالورود، منع مشكل في النمو ابن القنيطرة من التدرج بشكل طبيعي في الفئات السنية للمنتخبات الوطنية، وعبر بخصوص الأمر بالقول”كل اللاعبين من جيلي كانوا يخوضون مباريات بقميص المنتخب الوطني، وأنا الوحيد الذي لا ينادى علي وأتدرب أثناء غيابهم مع الأصغر مني سنا”.

أكرد لم يستسلم، وحول نقطة ضعفه إلى حافز للوصول إلى مستوى كروي يسمح له بالاحتراف، لكن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن، حيث، ورغم توقيعه لفائدة نادي “فالونس” بالجارة الشمالية إسبانيا، لم يكتمل الحلم الأوروبي، وتهدم أمام صخرة إدارية ببيع النادي وتغيير أعضاء مكتب الفريق الإسباني.

ضوء في النفق

أهدت “عزيمة الأبطال” نايف ضوء في النفق، ووقع عقدا احترافيا لدى نادي الفتح الرباطي، حيث تم إقحامه بداية بالفريق الرديف، لكن سرعان ما رمقته عين العارف بمواهب الكرة، مدرب الفريق العاصمي حينها وليد الركراكي، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول، إلا أن لعنة الإصابة ألمت بيده وتأجل حمله لقميص الفريق الأول لفرصة قادمة.

وسيتنفس أكرد الصعداء بعد تسجيله أول هدف في مسيرته الاحترافية ضد الوداد الرياضي، معلنا بدء مسيرة حافلة بالانجازات خصوصا بعد المناداة عليه للعب للمنتخب الأولمبي ضمن مجموعة أغلبها تكبره سنا، لكن الايمان بالموهبة جعله يتأقلم بسرعة، ويكسب رسميته رفقة مدرب أعاد إليه الثقة وقذف به في معترك عالم كرة القدم .

وبصم أكرد مروره في الفتح بوصافة كأس العرش وتسجيل هدف في الوقت بدل الضائع ليتتويج  فريقه بأول بطولة في تاريخه بعد سباق محموم ضد القلعة الحمراء.

بسرعة قياسية، تسلق نايف السلم نحو المنتخب الأول رفقع هيرفي رونار، حيث تمت المناداة عليه للمشاركة في مباراة ودية ضد المنتخب الألباني، قبل أن يشارك في تتويج المحليين بـ”الشان” تحت قيادة الناخب الوطني جمال السلامي.

كفاح ونجاح

بعد موسم تاريخي بالمغرب، فتح “الشان” باب الاحتراف أمام نايف، حيث وقع في كشوفات نادي “ديجون” الفرنسي، ثم خاض صراع الرسمية، قبل أن ينهي الموسم، وسط غابة من الإصابات، كما يقول المعلق المغربي عبد الحق الشراط، بهدف في أول مباراة رسمية و13 مباراة كلاعب رسمي.

وأكمل نايف كفاحه بتطوير مستواه رغم قلة مبارياته بنادي ديجون الذي سيطوي صفحته منتقلا إلى نادي “رين” بصفقة وصلت إلى خمس ملايين يورو، حيث سيواجه رفقة النادي فرق عالمية بمشاركته بدوري أبطال أوروبا، وتميزه في المباريات جعله يعود  إلى صدارة الدفاع المغربي والعودة إلى المنتخب الوطني الأول كأساسي.

وبعد تدوين عدة صفحات في كتاب الكفاح والنجاح، استفاق العالم الكروي يوم 20 يوليوز 2022 على خبر يهم “ولد القنيطرة”، حيث خصص فريق ويست هام الانجليزي 30 مليون يورو لضم نايف أكرد كأغلى مدافع في تاريخ القارة السمراء.

الأسد ذو 26 سنة لا يزال يطوي صفحات الكفاح والنجاح، ويستعد لكتابة السطر الأهم في تاريخه بمشاركة مرتقبة في المونديال القطري.. هل ينجح نايف مع الركراكي في المنتخب كما نجحا معا في الفتح الرباطي؟

  

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة