الرئيسية / نبض المجتمع / "‎التسجيل مجاني" ومخاسرين والو".. قرعة أمريكا حلم يسكن وجدان المغاربة

"‎التسجيل مجاني" ومخاسرين والو".. قرعة أمريكا حلم يسكن وجدان المغاربة

نبض المجتمع
نهيلة بلفضيل 05 نوفمبر 2022 - 17:30
A+ / A-
تكبر يوما بعد آخر في نفوس البعض رغبة جامحة للهجرة، فكرة تراود أذهانهم في كل وقت وحين، تكبر مع الوقت ويكبر معها طموحهم وإرادتهم في بناء مستقبل “ناجح” “مزدهر” “مستقر” “آمن”، خارج أحضان بلدهم الأم.
هذه الفئة من المجتمع، ترى أن السبيل الوحيد للخلاص من البطالة والفقر هو “الهجرة”، مصدر التغيير والتجديد الذي يطمحون من خلاله لتحسين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي “القاهر” و “المزري”، ظنا منهم بأن الهجرة هي “مفتاح الفرج” بها تنحل العقد وتفك الأزمات.
“قرعة أمريكا” مثال حي، يتهاطل عليها الراغبون في الهجرة ما إن يفتح باب التسجيل، منهم من يشارك المرة الأولى، ومنهم من يطرق بابها في المرات السابقة لكن الحظ لم يحالفه.

تضحية مزدوجة

“أريد تحسين ظروفي المعيشية، إننا نعاني في المغرب”، هكذا برر رجل أربعيني متزوج وأب لطفل، دافعه للتسجيل في قرعة أمريكا، بحيث صرح أن الواقع المغربي المعاش يدفعه للتفكير في الهجرة، فلم يعد يقوى على الغلاء المعيشي الذي تعرفه البلاد، إلى جانب تدني مستوى الأجور في مختلف القطاعات، على حد قوله.
بدورها أيضا، أضافت زوجته في تصريحها لـ “فبراير” بأن الأجور في المغرب لا تعرف أي زيادات، وهو ما يؤرق سداد جملة من الضروريات اليومية والحاجيات، “فقد أجد نفسي أتخلى عن العديد من حاجيتي مقابل سداد حاجيات ابني الصغير”.

وأردفت : ” اشتغل منذ سنة 2012، ولازال مدخولي الشهري نفسه، باستثناء 10% قيمة الأقدمية في العمل، ماعدا ذلك فلم ينضاف أي شيء آخر ولا زال وضعي الاجتماعي والمادي كما هو، بل تأزم أكثر، فقد زادت مسؤولياتي ومصاريفي بعد ازدياد ابني، ولأجله نود الهجرة لأن هناك سنستطيع أن ندرسه في أحسن المدارس ونوفر له مستوى اجتماعي لائق وأحسن بكثير”.

 “البلاد ما عطاتناش”

فكرت جديا في المشاركة في قرعة أمريكا بهدف تغيير نمط حياتي لأن “البلاد ما عطاتنيش”، يقول عصام شاب عشريني، إن كل من يفكر في الهجرة فهو غير راض عن الواقع المغربي، مشيرا إلى أن ما نعيشه في وقتنا الحالي من أزمة “زادت الطين بلة، وشخصيا ألاحظ أن أغلب المسجلين أو الراغبين في التسجيل، فهم شباب سواء كانوا طلبة أوباحثين عن فرص شغل، وهو دليل قاطع عن رغبة هؤلاء في التغيير وفي البحث عن فرص عيش جديدة، خارج حدود ضيقة تقزم أحلام وطموحات الفرد”.

سارة شابة عشرينية أيضا عبرت عن خوفها من المستقبل المغربي “المجهول” و “غير الآمن” بالقول : “أعمل في إطار مقاولة ذاتية، مجالي هذا غير مضمون ولا دائم يخيفني ويرعب فكري، لجأت للتسجيل في قرعة أمريكا بحثا عن الاستقرار وتحسين مستواي المادي عن طريق العثور على وظيفة مستقرة بمدخول سيوفر لي حياة هنية وكريمة، مفقودة في المغرب”.

“يونس.. بغيت نجيب الفلوس من برا”

يونس دافعه لا يختلف عن عصام وسارة،  فقد ركز هو الآخر في حديثه عن تحسين وضعه الاجتماعي بهذه الكلمات “بغيت نجيب لفلوس من برا وندير لباس.. لو كان من غدا نمشي” حيث عبر عن لهفته للهجرة، ملفتا إلى أن “المغرب اليوم تغيب فيه فرص الشغل، بالرغم من حصول مواطنيه على شهادات عليا، دون أن ننسى ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية وتأزم الوضعية الاجتماعية، مغرب اليوم لم يعد يبشر بالخير”.

شروط الهجرة مشجعة ومجانية

شجعتني الشروط على التسجيل، تعلق كريمة، “خاصة المتعلقة منها بجواز السفر الذي لم يعد ضروريا، إذ شكل الأمر بالنسبة لي  محط تحفيز، فأنا دوما أطمح للهجرة إلى الديار الأمريكية حتى أتمكن من إتمام دراستي والبحث عن فرصة شغل بمدخول قار يساعدني على تحقيق باقي أحلامي ورغباتي”.

بنزاكور.. الرغبة في الهجرة تغلب الواقع

لكل هذه الأسباب والدوافع، خلفية ومرجعية سوسيولوجية، فسرها د.محسن بنزاكور، أن “المغاربة من أكثر الشعوب في العالم العربي رغبة في الهجرة، دليل ذلك أنه يوجد في العالم أكثر من 3 مليون مهاجر مغربي،  لدرجة أنه أصبحت لهم مكانة حتى في القرارت السياسية، وبالتالي النظرة إلى الهجرة لم تعد تلك النظرة التقليدية التي تتطبع بنوع من الرهط أو الاحتقار، بل أصبحت رافدا من روافد التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.

وزاد بنزاكور في تصريحه لـ”فبراير” : “في عصرنا الحالي، تملك هذه الفئة الاجتماعية رغبة جامحة يقودها “فكر استهلاكي” يتمحور على فكرة تحسين الوضعية الاجتماعية، بمعنى أنه هناك طموحات أكبروآفاق أكبر للرقي الاجتماعي مما قد يتيحه له بلده الأصلي”.

وهنا تساءل أستاذ علم النفس الاجتماعي عن ما إذا كانت هذه الرغبة مرتكزة على أسس علمية أم أنها مرتبطة بتجارب الآخرين ؟

حيث أجاب : “أغلبهم يركز على الإغراءات والتجارب المادية للآخرين أكثر ما يركز على الدراسات العلمية، وهو ما يعتبر نوعا من المغامرة، نسبة منها قد نجحت ونسبة منها قد فشلت وعادت إلى أرض الوطن، دون أن نغفل أن الولايات المتحدة الأمريكية، هي الأخرى، تلعب بشكل كبير في تقديم صورة “مغرية” ، بمعية “سماسرة الهجرة” الذين غزوا مواقع التواصل الاجتماعي”.

وختم قوله: “هناك ثنائية الرغبة وثنائية الواقع، وأكيد أن الرغبة تغلب الواقع، وهو ما يجعل الاقبال قويا بهذا الشكل”.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة